إنحسار المسيحية في بريطانيا مع صعود كبير للإسلام وأديان أخرى.. ومطالب بتعطيل دور الكنيسة في الدولة

 

ردنا (متابعات) – وصل انحسار الديانة المسيحية في بريطانيا إلى منعطف حاسم في 30 نوفمبر 2022، عندما نشر مكتب الإحصاء الوطني البريطاني مجموعة جديدة من الأرقام التی تکشف أن أقل من نصف سكان إنجلترا وويلز يعتبرون أنفسهم مسيحيين.

وارتفع عدد السكان المسلمين من 2.7 مليون شخص في 2011، إلى 3.9 مليون في 2021. وفي حين قال 46.2% من الناس إنهم مسيحيون، قال 37.2% إنهم لا دين لهم، أي ما يعادل 22 مليون شخص.

وأثار ذلك دعوات لإصلاح عاجل للقوانين التي تتطلب تعاليم وعبادة مسيحية في المدارس، ودور أساقفة كنيسة إنجلترا للجلوس في مجلس اللوردات بالبرلمان.

وقال خبراء في الصحف البريطانية والوكالات العالمية إن هذا التحول يجب أن يؤدي إلى إعادة تفكير في الطريقة التي يتم بها ترسيخ الدين المسيحي في المجتمع البريطاني.

 

ارتفع عدد السكان المسلمين من 2.7 مليون شخص في 2011، إلى 3.9 مليون في 2021

 

علاقة الكنيسة بالدولة

تمتلك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية كنيستين كبيرتين، هما الكنيسة الأنجليكانية في إنجلترا، والكنيسة المشيخية أو “Presbyterian” في اسكتلندا.

وهما بشكل عام تمثلان “المؤسستين” الرسميتين للعمل المشترك بين الكنيسة والدولة منذ قرون طويلة في تاريخ الإمبراطورية القديمة، وحتى بعد تطوير الدولة الحديثة بشكلها الحالي.

وعلى مر التأريخ، طالما تعارضت المؤسسات الدينية وسلطتها في أجزاء من المملكة المتحدة، حيث لم يكن معظم السكان من الأنجليكان. نتيجة للضغوط السياسية والدينية، وتم إلغاء تبعية السلطات للكنيسة في أيرلندا عام 1871، وويلز عام 1920.

وقد اتخذت كنيسة إنجلترا شكلها الحالي في ثلاثينيات القرن الخامس عشر، عندما تخلّى الملك هنري الثامن عن السلطة البابوية، باعتباره رأس الكنيسة الديني. حتى عام 1919، كانت الكنيسة تعتمد على برلمان المملكة المتحدة للتشريع، الذي يحكم شؤونها.

ثم نقل التشريع السلطة من كاتدرائية وستمنستر آبي إلى “الجمعية الوطنية” الجديدة، التي امتلكت سيطرة أكبر على شؤون الكنيسة، ولاحقاً تم استبدال هذا بمجمع عام في عام 1969.

 

دور الكنيسة اليوم “لم يعد منطقياً”

وحول هذا التطور اللافت، تقول الأستاذة ليندا وودهيد، رئيسة قسم اللاهوت والدراسات الدينية في كلية كينجز كوليدج بلندن: “حقيقة أن المسيحية ليست دين الأغلبية للمملكة، تعني أن السياسة لا تتماشى مع المجتمع اليوم”.

وتأكيداً على أن سلطة الكنيسة المسيحية لم تعد تعبر عن الواقع الآن، قال الدكتور سكوت بيترسون، عالم الدين والدولة في كلية كوربوس كريستي بمدينة أكسفورد: “كان من الصعب الدفاع عن وجود كنيسة قائمة منذ بداية القرن العشرين، لكنها أصبحت الآن من نسج الخيال”.

وفي السياق، يقول أندرو كوبسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة Humanists UK الإنسانية لعلوم الاجتماع: “لا توجد دولة في أوروبا لديها مثل هذا التشوش الديني كما هو الحال لدينا، من حيث القانون والسياسة العامة”.

وتابع “أن إيران هي الدولة الأخرى الوحيدة في العالم التي لديها رجال دين يصوتون في مجلسها التشريعي”.

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.