أوكرانيا تحد من أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا

 

ردنا (متابعات) – قال الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” إنه سيتم التصويت على قانون جديد في البرلمان الأوكراني، يحظر أنشطة المنظمات الدينية “التابعة لمراكز النفوذ” في روسيا.

وأشار إلى أنه “سيتم التحقق أيضا من توافر الأسس القانونية والامتثال لشروط الاستخدام، من قبل المنظمات الدينية، للممتلكات الواقعة على أراضي مجمع كييف بيتشرسك الوطني”.

وعلى الفور باشر جهاز أمن الدولة الأوكراني بإطلاق تحقيقات في تسعة مرافق تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا في مقاطعات جيتومير وريفنا وما وراء الكاربات.

وقالت المخابرات الأوكرانية في بيان: “يتم تنفيذ أنشطة مكافحة التجسس في منشآت ومرافق تابعة للكنيسة الأرثوذكسية ويدور الحديث هنا عن معابد وأديرة للرهبان والراهبات في هذه المناطق”. ويقوم رجال الأمن الأوكراني خلال ذلك، بتفتيش المباني والمناطق المحيطة بها.

في المقابل، اتهمت موسكو الغرب بالوقوف وراء مساعي “تقويض الروابط التاريخية”.

وقال الأسقف نيكولاي بالاشوف، مستشار بطريرك موسكو وعموم روسيا، إن سلطات كييف تتمادى في ملاحقة الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا لأن الغرب يتغاضى عن ذلك. مضيفاً: لم يعد نظام زيلينسكي يخشى التخلي عن أي مظهر من مظاهر النظام الاجتماعي الديمقراطي، لأنه لا يشك في أن الرعاة الغربيين لن يوبخوه لانتهاكه حقوق وحريات المواطنين الأوكرانيين.

 

مجمع “بيشيرسك لافرا” في كييف

 

تأريخياً، كانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هي المهيمنة في أوكرانيا على مدى 330 عام تقريباً، بما في ذلك الحقبة السوفييتية حين تم حظر الدين رسمياً وكان أصحاب العقيدة يمارسون شعائرهم سراً.

وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، انقسمت الطائفة الأرثوذكسية في أوكرانيا إلى ثلاثة فروع: فرع موال لبطريركية موسكو، وآخر تابع للبطريركية الجديدة في كييف، وكنيسة أوكرانية أرثوذكسية مستقلة أصغر.

لكن هذا تغير بعد أربع سنوات من استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وضمتها من أوكرانيا عام 2014.

ففي 2019 أعلنت الكنيسة الأوكرانية رسمياً عن الإنفصال النهائي للكنيسة الأوكرانية عن روسيا، عبر مراسم توقيع “وثيقة الاستقلال”، في إسطنبول من جانب بطريرك القسطنطينية برثلماوس.

وقالت موسكو أن الوثيقة تعد “انتهاكاً لكل القوانين الكنسية وهي بالتالي لا تتمتع بأي قوة قانونية”.

وأعلنت بطريركية روسيا في حينها أن الوثيقة “باطلة” و”لها أبعاد سياسية وليست كنسية”، محذرة من أن انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية “قد يطول لقرون”.

بينما أكد القس ألكسندر فولكوف الناطق باسم بطريركية موسكو وسائر روسيا، أن البطريرك برثلماوس “انسلخ بنفسه نهائياً عن الأرثوذكسية العالمية ووقع في الشقاق”. في حين حذر رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في البطريركية المطران إيلاريون من “تداعيات تكريس شقاق الأرثوذكسية”، مشيراً إلى “وجود تشابه بين ما يحدث اليوم، وانقسام المسيحية إلى كاثوليكية وأرثوذكسية عام 1054”.

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.