أجراس كنيسة الساعة في الموصل تدقّ قريباً

 

ردنا – تدق في الموصل قريباً ثلاثة أجراس أطلقت عليها أسماء “غابرييل” و”ميشال” و”رافاييل”، صُنعَت في مسبك فيلديو ليه بوال غربي فرنسا، وتُنقل إلى العراق في مارس/آذار المقبل، لتستقر على برج كنيسة دير سيدة الساعة الذي دمره تنظيم داعش جزئياً.

واستبق السفير العراقي لدى فرنسا، وديع بتي حنا، انتقال هذه الأجراس إلى الموصل بقرعه الإثنين أحدها للمرة الأولى، بعد تنظيفه وضبطه، بحضور المديرة العامة لـ”يونسكو”،أودري أزولاي ، والمسؤول الإقليمي للرهبنة الدومينيكانية، الأخ نيكولا تيكسييه.

واحتُفل بحضور الوفد بإزالة القالب الخارجي للجرس، فيما لا يزال الآخران مصبوبين في قالبيهما، تمهيداً لنقلهما بالطائرة إلى المدينة الواقعة أقصى شمالي العراق، وهي ثاني أكبر مدنه.

وقال بتي حنا الذي أصبح أيضاً سفيراً لدى “يونسكو” اعتباراً من الأحد: “كمسيحي من مدينة الموصل، لدي ذكريات كثيرة عن برج الجرس هذا، وقد كان حاضراً في حياتي خلال كل طفولتي وأثناء دراستي”. ورأى أن قرع الأجراس مجدداً في الموصل “انتصار للحياة، وللاتحاد في مواجهة الإرهاب والعنف”.

وبنى الرهبان الدومينيكان في منتصف القرن التاسع عشر هذا الدير الذي صممه مهندس معماري فرنسي، وأقيمت فيه أول كلية للمعلمات في العراق. وأقيمت أجراس الكنيسة وساعاتها على نفقة الإمبراطورة أوجيني الشخصية.

ودمر تنظيم داعش هذا المَعلَم الرمزي عام 2017، قبل أن ينجح الجيش العراقي في إخراجه من المدينة. وتشرف “يونسكو” على إعادة إعمار مدينة الموصل القديمة التي دمرتها المعارك مع التنظيم، وهو مشروع تبلغ قيمته أكثر من مائة مليون دولار.

ورأت أزولاي في هذا المشروع “دعماً لمجتمع الموصل في تنوعه الثقافي والديني والمعرفي والجامعي والمكتبي، إذ يعيد بناء هذه الروح لا الحجر فحسب”.

وصُبَّت هذه الأجراس البرونزية الثلاثة التي تتراوح أوزانها بين 110 كيلوغرامات و270 كيلوغراماً، وكل منها يُصدر صوت نوطة موسيقية (مي وفا وسول)، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويشكل النحاس 78 في المائة من السبيكة، والقصدير 22 في المائة.

وسيتولى تنفيذ التركيب والصيانة في العراق فريق من السكان المحليين تلقوا التدريب في المدينة من مالك المصهر ومديره بول بيرغامو.

ويضم مسبك برغامو 15 حِرفياً متفرغاً، ويصدر 25 في المائة من إنتاجه إلى دول كفيتنام وأيرلندا وبنين، وهو يصنّع نحو مائة جرس كنيسة سنوياً، إضافة إلى ما بين 200 و300 من الأجراس المنزلية.

ولم يتبق في فرنسا سوى مسبكَي أجراس، أحدهما هذا، والآخر في سافوا، جنوب شرقي فرنسا، في حين أن عدد مصاهر الأجراس في العالم يقتصر على ثلاثين.

ومن المقرر أن تُركّب قبل السادس من مارس المقبل الأجراس التي سميت تيمناً برؤساء الملائكة الثلاثة، وهم غابرييل (بالعربية جبرائيل) وميشال (ميخائيل) ورافاييل (روفائيل)، بهدف “التوجه إلى كل الطوائف”.

أما أعمال إعادة إعمار الدير فتُستكمل في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أبعد تقدير.

 

المصدر: AFP
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.