قراءة في كتاب “الدين في مستقبل البشرية”

 

ردنا – صدر حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع، كتاب “الدين في مستقبل البشرية” للكاتب المهندس عيسى بيومي وهو الكتاب الرابع عشر للأديب والمفكر المصري عيسى بيومي.

ويعد كتاب “الدين في مستقبل البشرية” واحدًا من الكتب التي تخاطب عقل القارئ المثقف بما يحتويه من أفكار تتناول واقع عالمنا اليوم، وكيف يمكن للدين أن يؤدي فيه دورًا مؤثرًا يأمن به مستقبل البشر.

يؤكد كتاب “الدين في مستقبل البشرية” أهمية الأديان في حياة البشر منذ فجر التاريخ، ويوضح تأثيرها في بناء القيم الإنسانية في المجتمعات باختلاف أماكن ظهورها وأزمنتها، وتوضيح المخاطر التي تحدِق بالبشرية نتيجة تجاوزات العلم الحديث وتطبيقاته التكنولوجية، ما لم توضع ضوابط لكبح جماحه، وفرض محددات أخلاقية تحكم أداء القائمين على تلك التجارب، لتحول دون فعل المحظور من العبث بالطبيعة وبالكائنات الحية.

يستعرض الكتاب أيضاً النظريات والاكتشافات العلمية التي أحدثت ثورة في فهم الإنسان للطبيعة، وتحديد القوانين الحاكمة لها، والتي كانت أساساً للاختراعات العديدة التي يسَّرت العيش للإنسان على وجه الأرض، بل وأعانته على غزو الفضاء.

كما يستقرئ الكتاب ما سيحمله المستقبل من تحديات أخلاقية للبشر نتيجة للتقدم العلمي الهائل الذي لا تحكمه ضوابط من الضمير، فأينما خطوتَ في أرجاء الأرض حيث يعيش البشر، أو استطلعتَ تاريخ المجتمعات الإنسانية، تجد ديناً ما، وهو ما يقطع بوجود شيء في الطبيعة البشرية يؤهل لنشأة هذه الظاهرة ويحث عليها.

ويتساءل الكاتب: هل كان يمكن للمجتمع البشري أن يُبقي على كِيانه دون أن ينشأ بين أفراده دوافع غير متحيزة مثل الإنصاف والعدل والمساواة والتعاطف؟ هل كان يمكن للإنسانية أن تزدهر بدون أن تسمو فوق غرائزها، أو تواصل تقدمَها بدون التمسك بأخلاقها؟ ما مصير مجتمع يلتصق كل فرد فيه بأنانيته ويتشبث بمصلحته وغنائمه دون اعتبار للحق والعدل والرحمة؟ ما معنى الضمير إذا عجز الإنسان عن تمييز الصواب من الخطأ أو الصدق من الكذب أو الحق من الباطل، وأي سلوك سيتميز به إذن سوى سلوك الوحوش؟

هل هناك قيم أخلاقية عالمية تحكم سلوك وطموح العلماء في كل مراكز البحث والاختراع؟ ولماذا تفرض الإنسانية على سلوك أبنائها منظومة مقدسة من القيم، ولديها علوم النفس والاجتماع تهتدي بها إلى أفضل سلوك؟

إلى أي مدى ستغيرُ تكنولوجيا الذكاء الصناعي من واقع البشرية وكيف سيكون الحال حين تشارك الآلة الإنسان في صنع مصيرِه وربما تسيطر عليه؟ هل سيبزغ معنى جديد للإنسانية مع تطور الآلة الذكية، معنى يعيد تعريف الوعي والمعرفة والإرادة والتجربة الإنسانية برمتها؟

الدور الحقيقي للدين – كما يوضح عيسى بيومي – هو بناء الضمائر والتعريف بالقيم، ونظرة شاملة لعالم اليوم تظهر بجلاء إلى أين تسير البشرية في تطورها الأخلاقي النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية والجيوسياسية بين الدول، والصراعات والقلاقل الداخلية، لا يفتقر إليها ركن من أركان الأرض.

 

المصدر: صفحة “دار غراب” على مواقع التواصل الإجتماعي

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.