البابا بنديكتوس في العين الروسيّة

 

سهيل لاوند / في تتَبُّعٍ لمسار العلاقات الفاتيكانيّة الروسيّة منذ أكثر من مئة عام حتى اليوم، لن نرى توافقًا وارتياحًا وانفتاحًا في العلاقة بين الطرفَيْن أكثر من الذي شهدته في فترة تولّي البابا بنديكتوس السادس عشر سدّة الكرسي الرسولي.

في الآونة الأخيرة، عبّر بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل بشكل صريح عن احترامه الكبير للبابا بنديكتوس، مُرسلًا المطران أنطوني دي فولوكولامسك رئيس دائرة العلاقات الخارجيّة في البطريركيّة نائبًا عنه للمشاركة في جنازة البابا الفخري. وقال كيريل في برقيّة تعزيته للبابا فرنسيس: «قدّم بنديكتوس السادس عشر، بسلطته التي لا جدال فيها وبصفته عالمَ لاهوتٍ رائدًا، مساهمة في تطوير التعاون بين المسيحيين. قدّم شهادة للمسيح في العالم العلماني وفي الدفاع عن القيم الأخلاقيّة التقليديّة».

من جهته، استذكر ليونيد سيفاستيانوف، رئيس الاتحاد العالمي لأنصار الإيمان القديم، اجتماعاته مع البابا الراحل منذ أن كان كاردينالًا حتى العام 2018، متحدّثًا عمّا قاله البابا له عن حتميّة تحقيق نبوءات عذراء فاطيما بالنسبة إلى روسيا، وعن أهمّية دور موسكو في منع الغرب -الذي يبتعد تدريجيًّا عن المسيحيّة- من الوقوع في معتقد آخر، ومشيدًا بالتطوّر الهائل الذي أحدثته روسيا في 30 عامًا على طريق العودة من الإلحاد إلى المسيحيّة.

من جهته، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقيّة إلى البابا فرنسيس، معزّيًا إيّاه بوفاة البابا الفخري. وممّا جاء فيها بحسب ما نشره الكرملين:

«كان البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر زعيمًا بارزًا ورجل دولة، ومدافعًا قويًّا عن القيم المسيحيّة التقليديّة. في فترة تولّيه السدّة الباباويّة، أقامت روسيا مع الفاتيكان علاقاتٍ دبلوماسيّة عالية التنسيق، وتوسّعت العلاقات بين الكنيستَيْن الروسيّة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة».

وأضاف بوتين: «لقد تشرّفتُ بلقاء هذا الرجل البارز، وسأعتزّ بذكراه إلى الأبد. في هذه الأوقات الحزينة، أودّ أن أقدّم لكم خالص التعازي».

وتجدر الإشارة إلى أن البابا الراحل وبوتين التقيا في الفاتيكان في مارس/آذار 2007 في اجتماع استمرّ نحو 40 دقيقة ناقشا فيه بالتفصيل عددًا من القضايا، ولا سيّما منها تلك المتعلّقة بالمناطق الساخنة آنذاك.

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.