زلزال تركيا يدمر معالم التأريخ في أنطاكيا العريقة

ردنا – بين كومة أنقاض تغطي قاعة الصلاة في مسجد حبيب النجار، وهو الأقدم في تركيا، يمكن رؤية حطام المئذنة… فقد قضى الزلزال المدمّر الذي أودى بأكثر من 35 ألف شخص في سوريا وتركيا، على 14 قرنًا من التاريخ في مدينة أنطاكيا، أو “أنتيوخيا” كما كانت تعرف لدى الإغريق.

ويعتبر مسجد حبيب النجار أول مسجد بُني داخل حدود تركيا الحالية، وقد شُيّد عام 638 م (16-17هجرية).

وحدها الجدران الخارجية صمدت. وباتت الرسوم الداخلية بالأصفر والأحمر والأزرق وكذلك الكتابات على الجدران عرضةً للرياح.

تقول امرأة خمسينية تُدعى حواء باموكجو وتضع حجابًا بـ”قلب مفطور”، إن “قطعة صغيرة من لحية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت محفوظة في علبة” معروضة في المسجد لكن لم يُعثر عليها بعد.

صورة من الجوّ التُقطت في 11 شباط/فبراير 2023 تُظهر الدمار الذي لحق بمسجد حيبيب النجار في مدينة أنطاكية

 

كنيسة أنطاكيا

على بعد مئات الأمتار، لحقت أضرار أيضًا بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي شُيّدت في القرن الرابع عشر وأُعيد إعمارها عام 1870 إثر هزّة أرضية. يمكن رؤية الصليب الأبيض الكبير الذي كان مرفوعًا أعلى الكنيسة، وسط أكوام الحجارة والألواح الخشبية.

ويوضح سيرتاتش بول بوزكورت العضو في مجلس إدارة الكنيسة، أن “كل الجدران انهارت. نحن في حالة يأس” آملًا إعادة بنائها.

وترتبط أنطاكيا بتاريخ المسيحية ارتباطا وثيقا، وفيها اتخذ أتباع المسيح (عليه السلام) لقب مسيحيين، فينسب لها أحد الكراسي الرسولية الرئيسية (بطريركية أنطاكيا) ووجد فيها تلامذة المسيح الأوائل والجماعات المسيحية المبكرة منذ القرن الأول الميلادي، وتضم أيضا كنيسة القديس بطرس في سفح الجبل المطل على المدينة والتي يعتقد أن القديس بطرس ألقى أول خطبة له فيها وكانت ملجأ لأوائل المسيحيين بمن فيهم البابا الأول القديس بطرس.

صورة التقطت في 12 شباط/فبراير 2023 تظهر الدمار بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي كانت مقراً
لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأسسها بطرس و‌بولس

 

المصدر: ردنا + AFP

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.