كيف تضامنت الجاليات الإسلامية في الغرب مع كارثة الزلزال بتركيا وسوريا؟

ردنا (متابعات) – ليست هي المرة الأولى التي تظهر فيها بوضوح مدى فعالية ونشاط الجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا، وفي المقدمة منها مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية الإسلامية، وقت الكوارث الإنسانية عبر العالم، والتي تفوقت سرعة استجابتها وقدراتها وإمكانياتها على الأرض لمساعدة المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا على الدور الرسمي للحكومات الغربية نفسها بل ودول عربية غنية.

المأساة الإنسانية في تركيا وسوريا وتداعياتها خلال الأسبوع الماضي دفعت مجموعة من المؤسسات الخيرية الإسلامية في أوروبا وأميركا للتحرك لبناء تضامن واسع، والقيام بالدور الإغاثي المنتظر منها وقت الأزمات، وتقدمت الصفوف لتقديم المساعدات العاجلة للمناطق المنكوبة.

 

حضور قوي للمسلمين في أوروبا

حركت المأساة التي شهدتها تركيا وسوريا مشاعر الجالية المسلمة في أوروبا التي تشكل رقمًا صعبًا في الشارع الغربي بصفة عامة، حيث تسابقت عشرات المؤسسات الخيرية التابعة للمراكز الإسلامية في العواصم الأوروبية لجمع التبرعات وحث أبناء المسلمين على المشاركة في إغاثة المنكوبين.

ففي بريطانيا أطلقت العديد من المؤسسات الخيرية الإسلامية والمدارس والجامعات حملات دعم وتأييد وجمع تبرعات لسوريا وتركيا، وفتح الباب لجمع التبرعات من الأطفال في الأيام الماضية وسط إقبال كبير، وتشير التقديرات الأولية إلى جمع أكثر من 63 مليون دولار تبرعات، فضلًا عن مئات الأطنان من المساعدات العينية.

الأمر ذاته في هولندا، حيث شهدت المساجد إقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا الكارثة، واكتظت بالدعاء وحث المسلمين على جمع التبرعات لمساعدة جهود الإنقاذ، فيما تبنت المراكز الإسلامية هناك ورموز الجالية حملات إغاثة  لجمع المواد اللازمة مثل البطانيات وحفاضات الأطفال والملابس الشتوية والمدافئ.

ويقول السيد خضير، هولندي من أصل مصري، يقيم في أمستردام، إنه منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال اجتمع العشرات من أبناء الجالية المسلمة في هولندا، واتفقوا على إطلاق حملات شعبية في كل أرجاء المملكة لجمع التبرعات، مضيفًا أن الحملة لاقت ترحيبًا كبيرًا وتفاعلًا ملحوظًا من الجميع، ليس من المسلمين فقط، بل إن بعض الهولنديين من المسيحيين تبرعوا كذلك تعاطفًا مع الجالية التي تربطها علاقات قوية بالمجتمع الهولندي بشتى أطيافه.

ولم يختلف الأمر كثيرًا في فرنسا، فرغم الخطاب الشعبوي المتصاعد بحق المسلمين هناك، فإن عشرات المبادرات الإنسانية تم إطلاقها في مختلف المدن لجمع تبرعات عاجلة، فيما شاركت بلديات فرنسية وكيانات رسمية في حملات الإغاثة التي لاقت تفاعلًا كبيرًا.

وانطلقت عشرات الدعوات للتبرع في مساجد البوسنة والهرسك، مثل مسجد “غازي خسرو بك” التاريخي في سراييفو، ومسجد تشارشي في سربرنيتسا، ومساجد الجبل الأسود، إلى جانب مساجد مدينة نوفي بازار التي تقطنها أغلبية مسلمة في صربيا، وقد لاقت تعاطفًا ودعمًا كبيرًا من الجميع.

 

مسلمو أمريكا والإستجابة السريعة لدعوات التبرع

وفي الولايات المتحدة، قال المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية (الجهة التي تمثل الجالية المسلمة في أمريكا)، إن المسلمين في الولايات جمعوا نحو 100 مليون دولار من المساعدات المادية والعينية للمتضررين من الزلزال، فيما أوضح الأمين العام لمكتب الإدارة المركزية، أسامة جمال، في بيان منشور على موقع المجلس، أن هناك استجابة قوية وسريعة لدعوات التبرع والدعم، لافتًا أن تلك الاستجابة في مثل تلك المواقف أصبحت سمة مميزة للمجتمع المسلم في أمريكا، وأن منظمات الإغاثة الإنسانية هناك تعمل بلا كلل على مستوى العالم، وتابع: “فور وقوع الزلزال وجهنا نداءً طارئًا إلى كل المسلمين في أمريكا وبدأت المساهمات تندفع من جميع الأنحاء”.

بدورها دعت النائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر، المسلمين في بلادها وفي جميع بلدان العالم بالتبرع والمساعدة لإنقاذ المنكوبين في سوريا وتركيا، وعلى حسابها على توتير كتبت تقول: “الأمر محبط تمامًا، لأن هناك أرواحا فُقدت، وأحباء ذهبوا في ثانية وليس مجرد أرقام”، وحثت على المشاركة في سباق الخير قائلة “بينما ندفع حكومتنا والحكومات الأخرى للمساعدة، أرجوكم التبرع والدعم بأي حال من الأحوال”، مختتمة تغريدتها: “أرسل كل الحب والدعاء لأصدقائنا من السوريين والأتراك هنا وفي كل مكان آخر حول العالم”.

وفي كندا افتتحت مراكز عديدة للإغاثة وجمع التبرعات، وذلك بالتنسيق مع القنصليات العامة التركية في مدن تورنتو ومونتريال وفانكوفر، وشارك في تلك الحملات الجالية المسلمة هناك بجانب الشعب الكندي بصفة عامة الذي تفاعل بشكل كبير مع تلك الكارثة.

 

المصدر: ردنا + مواقع إلكترونية

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.