رئيس وزراء ماليزيا يدعو إلى انتهاج الخطاب العقلاني للرد على ظاهرة الإسلاموفوبيا

ردنا – دعا رئيس الوزراء الماليزي “أنور إبراهيم” اليوم الاثنين، إلى انتهاج الخطاب العقلاني للرد على ظاهرة الإسلاموفوبيا وذلك وفقا لمقاصد الشريعة والحفاظ على النظام والسلام الدولي.

وقال ابراهيم في خطابه بختام المنتدى الدولي حول الاسلاموفوبيا الذي عقد في كوالالمبور، انه وجه إدارته بطبع آلاف النسخ من القرآن الكريم وتوزيعها في السويد وجميع أنحاء العالم كردة فعل لحادثة حرق المصحف، حيث إن توزيع القرآن مترجما لفهم معانيه هو الرد الأمثل لحادثة حرقه مع متابعة ذلك ببرامج ترمي إلى فهم الإسلام بشكل أوضح.

وأعرب عن أمله في أن تتمكن ماليزيا من تنظيم مؤتمر دولي في المستقبل يشارك فيه خبراء يمثلون الإسلام والأديان الأخرى الموجودة في ماليزيا وكذلك الغرب من أجل فهم أفضل لبعض القضايا من خلال الخطاب العقلاني.

وأكد ابراهيم أنه يتعين القيام بالمزيد لمعالجة الإسلاموفوبيا لأنها متجذرة في الغرب مشددا على أهمية ممارسة ما سماه بـ “إصلاح الأفكار” سواء في العالم الغربي أم العالم الإسلامي من أجل فهم متبادل.

وحول مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، أوضح أن “مكافحة هذه الظاهرة هي حرب ضد الفكر الاستعماري والامبريالي” مبينا أن “الامبريالية فكر يستهدف الإسلام ويستهدف كل ما هو ضد الديمقراطية الليبرالية الغربية”.

وتطرق إلى مصطلح “صراع الجهل” الذي تناوله المفكر الفلسطيني – الأمريكي إدوارد سعيد موضحا أن مصطلح “صراع الجهل” يجب أن يطبق لمكافحة الإسلاموفوبيا.

وأضاف “اننا يجب أن نحارب هذا الجهل من خلال تكثيف المناقشات الفكرية والعلمية لا سيما مع دعاة الامبريالية الغربية” لافتا إلى أهمية الانخراط الهادف مع الغرب من خلال الخطاب العقلاني لفهم أكثر عن الإسلام عبر “مفهوم المدنية”.

وأوضح أن مفهوم “المدنية” يتضمن شعار حكومته الجديدة “التمدن الماليزي” الذي يهدف إلى تطوير مجتمع متحضر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقائم على ست قيم أساسية وهي الاستدامة والازدهار والابتكار والاحترام والثقة والرحمة.

من جهته اعرب وزير الخارجية الماليزي زامبري عبدالقادر في كلمته بالمنتدى عن قلقه الشديد “لعدم وجود رد قوي وموحد من العالم الإسلامي لمحاربة الإسلاموفوبيا” مضيفا أن “الصمت الذي يتخللنا هو اتجاه مقلق وذلك رغم امتلاك العالم الإسلامي العديد من الموارد تحت تصرفه”.

وأوضح عبدالقادر أن “هناك نقصا في وضع استراتيجية شاملة لتعبئة تلك الموارد لإحداث التغيير وأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين على الدول الإسلامية القيام به لمحاربة الإسلاموفوبيا مبينا انه “لا ينبغي للعجز أن يعيق المسلمين في مواجهة التمييز المنهجي ضد الإسلام من قبل الغرب”.

ودعا إلى توحيد جهود الدول وعلماء العالم الإسلامي والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لافتا إلى أن إحدى الخطوات الملموسة التي اتخذتها بعض الدول لمكافحة الإسلاموفوبيا هي إصدار تشريعات تعاقب خطاب الكراهية والتمييز ضد الإسلام.

وأضاف أن العمل المعادي للاسلام تجاه المسلمين يعتبر تحيزا وهو أيضا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية موضحا انه “إذا سمحنا باستمرار الإسلاموفوبيا فإننا سنكون متواطئين في انتهاك حقوق الإنسان الأساسية هذه”.

وذكر المسؤول الماليزي أن “للمرء الحرية في الاعتقاد وممارسة الدين وذلك منصوص في القانون الدولي كحق أساسي من حقوق الإنسان وبالتالي يجب أن يكون للمسلمين الحق في اعتناق دينهم دون خوف من التمييز والاضطهاد والترهيب”.

وقال إن “الإسلاموفوبيا في الغرب متجذر بالمعلومات المضللة لذا يجب أن نستمر في تعزيز التفاهم والتصدي لجرائم الكراهية واتخاذ خطوات لضمان احترام حقوق وكرامة جميع البشر مع الاحتفاء بالتنوع” لافتا الى أن المسؤولية الجماعية للأمة هي الدفاع عن الإسلام وتقديم الصورة الحسنة للدين الإسلامي.

واكد عبدالقادر أن ماليزيا تعتبر نموذجا حديثا ناجحا لدولة ذات أغلبية مسلمة متعددة الأديان والثقافات والأعراق يعيش مواطنوها في وئام وسلام مبينا أن بلاده تقوم بالتعاون الثنائي والإقليمي مع إندونيسيا وبروناي لمكافحة الإسلاموفوبيا.

واستضافت ماليزيا المنتدى الدولي حول الاسلاموفوبيا يوما واحدا تحت عنوان (الانخراط الهادف من خلال الخطاب المدني) بتنظيم المعهد الدولي للفكر الإسلامي ومقره الولايات المتحدة وتعاون وزارة الخارجية الماليزية.

 

المصدر: وكالات

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.