خبير: أوروبا تشرّع الإسلاموفوبيا وتتعامل بعنصرية مع اللاجئين

ردنا – تسمح دول في أوروبا بجرائم الكراهية ضد المسلمين من خلال إضفاء الشرعية على “الإسلاموفوبيا“، وإدخال قوانين تحظر أو تحدّ من ممارساتهم الدينية، وفقًا لأحد الخبراء.

وقال أنس بيركلي، الأستاذ في الجامعة التركية الألمانية، ومقرها مدينة إسطنبول، إن تطبيق أنواع مختلفة من القوانين، مثل حظر الأذان والمساجد والحجاب والبرقع، كل عام، أصبح أمرا طبيعيا أكثر فأكثر في أوروبا.

وسلط بيركلي الضوء على الوضع الحالي للمسلمين في الدول الأوروبية، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي أقرته الأمم المتحدة في 15 مارس/آذار من كل عام.

وأضاف أنه “في كل عام، نرى بلدًا جديدًا في أوروبا يتوصل إلى خطة جديدة، عبر قانون جديد أو حزب يحظر ممارسة دينية ما للمسلمين”.

وفي معرض وصفه للمساعي الأوروبية لتشريع الإسلاموفوبيا، قال بيركلي إنه يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها وتقنينها أكثر فأكثر، وهناك نقاشات في أجزاء مختلفة من أوروبا لإضفاء الشرعية عليها.

وشارك بيركلي، المحرر المشارك في التقرير الأوروبي للإسلاموفوبيا الذي يصدر سنويا، النقاط البارزة من تقرير 2022، مشيرًا إلى أن 3 دول أوروبية (فرنسا والنمسا والدانمارك) ظهرت بأنها الأكثر ضعفًا بالنسبة للمسلمين خلال عام 2022.

وتابع بيركلي “لسوء الحظ، فإن النقاشات حول المسلمين في هذه البلدان متطرفة للغاية، وتتخذ الحكومات مواقف قاسية حقا تجاه المنظمات غير الحكومية الإسلامية والأفراد الذين يكافحون الإسلاموفوبيا”.

وعن اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، قال الخبير إن هذا يمكن أن يكون حجر الزاوية في الكفاح العالمي ضد الإسلاموفوبيا.

 

ازدواجية التعامل مع اللاجئين

وفي حديثه عن عام 2022، الذي بدأ مع حرب روسيا ضد أوكرانيا في فبراير/شباط من العام نفسه، قال بيركلي إن الحرب غيّرت الأجندات السياسية في العديد من الدول الأوروبية، وذلك ما أثار جدلاً جديدًا بشأن اللاجئين؛ لقد انهار فجأة هذا الجدل القديم حول اللاجئين القائل إن أوروبا ممتلئة ولا يمكنها استيعاب مزيد منهم. وفجأة، كانت بولندا مستعدة لقبول ملايين اللاجئين، وألمانيا أيضا مستعدة لإيواء ملايين الأشخاص من أوكرانيا.

وأشار إلى التغطية الإعلامية في أوروبا والولايات المتحدة، التي رحبت باللاجئين من أوكرانيا بسبب لون بشرتهم، بينما ذهب البعض إلى أنهم أكثر تحضرًا مقارنة باللاجئين السوريين، في وقت أغلقت فيه أوروبا الحدود وأقامت الجدران لمنع اللاجئين القادمين من مناطق أخرى عبر بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى مقتل الآلاف، على حد قوله.

وأكد بيركلي أن ذلك أظهر “مدى عنصرية هذا الخطاب.. كان الأمر كله يتعلق بالدين، حيث جاء رفض هؤلاء اللاجئين بسبب دينهم ولون بشرتهم”.

 

مستقبل أكثر صعوبة على المسلمين

ورجح بيركلي أن مواقف التحيز والمشاعر السلبية تجاه المسلمين ستزداد على الأرجح خلال العام الجاري، ليس فقط على صعيد الأفراد بل على مستوى المؤسسات أيضا، وأوضح أن الأمر يصبح أكثر صعوبة في كل عام ليس فقط على المسلمين ولكن أيضًا على المنظمات غير الحكومية الإسلامية.

وأشار إلى أن المنظمات غير الحكومية الإسلامية، بخاصة في فرنسا، كانت تتعرض لضغوط هائلة من الحكومة التي أغلقت العديد منها دون أي دعوى قضائية أو دليل على التطرف.

هذا الجو من الشك حول المسلمين ومؤسساتهم ومساجدهم وحياتهم الدينية يغذيه “السياسيون والإعلام والمثقفون في هذه البلدان. ولسوء الحظ، أصبح هذا مقبولًا وطبيعيا أكثر فأكثر”، حسب الخبير نفسه.

 

تجنب مصطلح الإسلاموفوبيا

وقال بيركلي إن العديد من الدول في أوروبا الآن ترفض الاعتراف برهاب الإسلام وترفض استخدام المصطلح في خطاباتها ورواياتها، مشيرا في هذا الصدد إلى تعيين مجلس أوروبا منسقا لمكافحة الكراهية ضد المسلمين، في حين أنهم يمتنعون عن استخدام كلمة الإسلاموفوبيا لأنهم يتعرضون لضغوط من دول مثل فرنسا.

ويوضح بيركلي أن هناك مقاومة سياسية لعدم الاعتراف بمشكلة الإسلاموفوبيا؛ “إنهم يحاولون الابتعاد والتلاعب بهذه المشكلة حتى لا يستخدموا الكلمة.. عندما لا تستخدم المفردة فهذا يعني بالطبع أنك لا تعترف سياسيا بوجود مشكلة”، حسب قوله.

 

تقرير ونتائج

ولفت بيركلي إلى أن هناك تقريرًا سنويا يسجل حوادث كراهية الإسلام في أوروبا كل عام منذ عام 2015، مشيرا إلى أن تقرير عام 2022، المقرر إصداره الأسبوع المقبل، سيلقي الضوء على أوضاع المسلمين في نحو 23 دولة أوروبية.

وفي حديثه عن التوصيات السياسية التي يقترحها التقرير، قال إنه يجب الاعتراف برهاب الإسلام على أنه مشكلة سياسية؛ “أعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى. بعد ذلك، يمكننا التحدث عن الإستراتيجيات المتعلقة بكيفية مكافحة الإسلاموفوبيا”.

وشدد الخبير أيضًا على أهمية التسجيل اليومي لممارسات الكراهية ضد المسلمين، وكذلك نشر البيانات على أساس سنوي.

ويقدم التقرير توصيات للمنظمات غير الحكومية والأكاديميين للعمل على الإسلاموفوبيا من وجهات نظر مختلفة، وإجراء البحوث الميدانية.

واختتم بيركلي حديثه قائلًا إن “الإسلاموفوبيا ليست فقط تحيزًا ضد المسلمين، بل إنها كل شيء يتعلق بالعنصرية. الإسلاموفوبيا هي عنصرية معادية للمسلمين، وبعبارة أخرى هي شكل جديد من أشكال العنصرية الثقافية، ويجب فهم الأمر بهذه الطريقة، حتى نتمكن من محاربة هذه المشكلة بطريقة أكثر منهجية”.

 

المصدر: الأناضول
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.