الصيام في الأديان الإبراهيمية وغير الإبراهيمية

ردنا – لا يقتصر الصيام على المؤمنين بديانة معينة، فالصوم إحدى الفرائض التي تشترك فيها كل أديان العالم، الإبراهيمية وغير الإبراهيمية، كالإسلام واليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية، وهناك أنواع من الصيام لجماعات غير دينية تُعنى بالبيئة وبصحة النفس والجسد، ومنها جماعات شبه دينية تؤمن بعلاقة الجسد والروح بالطبيعة المحيطة وهؤلاء يمارسون صيامهم الخاص.

وهناك أنواع مختلفة من الصيام أيضاً من حيث النوع، الأشهر من بينها الصيام عن الطعام والشرب، ولكن هناك أيضاً الصيام عن الكلام بالصمت المطلق لفترة معينة والصيام عن الملذات الجسدية الغريزية، وهناك الصيام المؤدي إلى “النيرفانا” في البوذية حيث يتحد الجسد والروح بالنور الأعلى بعد صيام معين.

لقد بدأ المسلمون في شتى أنحاء العالم، صيام شهر رمضان المبارك لهذا العام، فكيف يصوم أتباع الأديان الأخرى؟

 

الصيام في الديانة اليهودية

يصوم اليهود ستة أيام فقط طوال العام، ويتبع اليهود في صيامهم طقوس التقشف، كالنوم على الأرض والامتناع عن الأكل، والشرب، والجماع، والاستحمام، وتغيير الملابس، والتعطر، وغسل الأسنان، والعمل، وارتداء الأحذية، منذ غروب الشمس إلى غروب اليوم التالى، ويتم إعفاء الأطفال والمرضى والنساء الحوامل والمرضعات من الصيام.

ويعتبر أهم أيام الصيام بالنسبة لليهود هو “يوم الغفران” ويوافق أكتوبر أو سبتمبر، يصومون فيه 25 ساعة مع الكثير من الصلوات، ويرتدى فيه الرجال وشاحًا أبيض، والنساء ملابس بيضاء، ويليه في الأهمية صيام يوم 9 أغسطس، في ذكرى خراب الهيكل المقدس، وهو صيام وحداد على تدمير هيكل سليمان، ثم يوم 13 نوفمبر ويسمى “صيام جداليا”، لإحياء ذكرى مقتل حاكم أورشليم الذي ذبح بعد هدم الهيكل.

كما يصوم اليهود يوم السابع عشر من يوليو، الذي هدمت فيه جدران القدس، حسب زعمهم، إضافة ليوم العاشر من “تيفيت” في التقويم العبرى، الموافق لشهر ديسمبر أو يناير، وهو اليوم الذي بدأ فيه القائد بختنصر البابلى حصار أورشليم، وآخرها يوم الثالث عشر من مارس، ويسمى “صيام استير”، وهو لإحياء “عيد الفور”، في ذكرى خلاص اليهود من مجزرة هامان، وزير الإمبراطور الأخمينى أحشويرش وفقًا للتراث اليهودى.

كما أن هناك نوعان من الصوم لدى اليهود، الأول، فردى (شخص) ويُسَمى صوم الأسر، ويقع في حالات الحزن الفردى، أو عند التكفير عن خطيئة، والثانى جماعى، وهو غير ثابت، وغالبًا ما يفعلونه عند حدوث حزن عام يقلقهم، كالصوم عند رداءة المحصول، أو غارات الجراد، أو الهزائم في الحروب.

 

الصيام في الديانة المسيحية

لم يشر الإنجيل في نصوص إلى الصيام، لكن التقاليد الكنسية تدعو للصيام قبل أربعين يوما من عيد الفصح، ثم زيدت لتصبح ستة أسابيع بما سمى الصيام الأكبر.

وفي هذا الصيام يمنع أكل لحوم الحيوان ومنتجاته كالألبان ومشتقاتها، إلا أن الأمر يعود للكنيسة، فالكنيسة الروسية تمنع أكل اللحوم والسمك، أما الكنيسة الكاثولوكية في إنجلترا، فرخصت لأتباعها أكل اللحوم والسمك في أيام الصيام إلا في أيام معدودة، كالأربعاء والجمعة والخميس المقدس، أما الأقباط الأرثوذوكس فيصومون في أيام كثيرة، ويمتنعون عن اللحوم والألبان ومشتاقتها.

ويمكن تقسيم الصيام حسب الطوائف المسيحية إلى ثلاثة أقسام هى:

 

الصيام في الكنيسة الكاثوليكية

يبدأ في منتصف الليل إلى منتصف النهار، ويلتزم به كل من بلغ السابعة من العمر، وينتهى بالستين للرجال، والخمسين للنساء، والصيام اللازم في الكاثوليكية هو الصيام الكبير، ويمتنعون عن أكل اللحم والألبان والبياض (البيض، والجبن، والحليب، والزبد) يومى الأربعاء والجمعة.

 

الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية

تتفق مع نظيرتها الكاثوليكية في الصوم الكبير باعتباره أهم وأعمّ أنواع الصيام ومدته خمسون يومًا أو خمسة وخمسون يومًا ولديهم طريقة فلكية لضبط وقته من عام إلى عام، وينبغى أن يبدأ بيوم الاثنين.

والكنيسة لها أصوام أخرى أهمها: صوم الميلاد؛ ومدته أربعون يومًا من 25 من نوفمبر إلى 6 من يناير، وصوم (الرسل)؛ وتمارسه الكنيسة منذ عصر الرسل ليس عدد محدد من الأيام، وصوم العذراء، ومدته خمسون يومًا، صوم نينوى، ومدته ثلاثة أيام، ويعتقدون أن يونس عليه السلام قد بدأ هذا الصيام ببطن الحوت، وللكنيسة صيام آخر متفاوت بين اليوم والثلاثة، ويُسمّى صيام البراموت (الاستعداد).

 

الصيام في الكنيسة البروتستانتية

وتترك الكنيسة البروتستانتية مسألة الصوم للشخص الذي يقرر فيه الصائم لنفسه الصوم، وكيفيته، وَفْقَ رغبته الشخصية النابعة عن إحساسه الذاتي، فإذا ما صام وأفطر يحلّ له أكل ما يشتهيه من المأكولات، فهو عندهم مستحب وليس بواجب.

 

الصيام في الديانات غير الإبراهيمية:

 

الديانة الهندوسية

وأتباع هذه الديانة لهم طقوس عديدة في الصيام، وتختلف باختلاف الإله المتبع، وحتى المناطق التى يتواجدون فيها، ففي جنوب الهند يصومون من شروق الشمس إلى مغربها ويسمح لهم بشرب السوائل، أما المناطق الشمالية فالمسموح تناول الفاكهة والحليب فقط، وعندهم ما يطلق عيه صيام الفصول، ويمتنعون عن تناول الطعام من غروب الشمس لشروقها لمدة تسعة أيام في بداية كل فصل، وهناك من يصوم حسب الإله فمن يتبع الإله “شيفا” يصومون الاثنين، وأتباع الإله “فيشنو” يصومون يوم الخميس، ولكن في العموم فإن الهندوس في صيامهم يمتنعون عن تناول اللحوم.

 

الديانة البوذية

صيام البوذيين يعتمد على الشهر القمرى، حيث يقومون بصيام أربعة أيام من بداية هذا الشهر، إلا أن صيامهم يشمل الامتناع عن العمل إضافة عن الطعام، وبالتالى يجب أن يكون الطعام معدا قبل شروق الشمس، بحيث يتناولونه عند حلول الغروب.

 

المصدر: ردنا + مواقع إلكترونية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.