أيزيديو العراق.. ملابسهم تعكس طبقاتهم وانتماءاتهم العشائرية

ردنا – رغم تعرضهم لأكثر من 74 حملة إبادة جماعية عبر تاريخهم، ما زال الأيزيديون يتمسكون بتراثهم وثقافتهم، منها زيهم التقليدي، الذي يعتبرونه هويتهم التاريخية والدينية.

وتختلف الأزياء الأيزيدية النسائية والرجالية فيما بينها بحسب الطبقات والعشائر داخل أتباع الديانة، التي تعتبر أحد أقدم الديانات الشرقية، ويعود ظهورها إلى آلاف السنين.

يرتدي الباحث الأيزيدي، إلياس قيراني، الزي التقليدي في يوم الزي الرسمي خلال عيد رأس السنة الأيزيدية، الذي يصادف أول يوم الأربعاء في شهر أبريل من كل عام حسب التقويم الشرقي، وأيضا في المناسبات والأعياد والطقوس الدينية للديانة.

يقول قيراني: “هذا الزي يمثل هوية الأيزيديين الثقافية والتاريخية والحضارية والدينية، وهم متمسكون به منذ آلاف السنين حفاظا على تراثهم وهويتهم الحضارية والدينية”.

ويبدأ اختيار الزي الأيزيدي بالأقمشة التي تنسج من مواد طبيعية، ثم خياطتها بدقة وبتفاصيل تتناغم مع المناخ والأجواء التي يعيش فيها الأيزيديون بين الجبال والسهول، وتعطي للأيزيدي مرونة الحركة والقيام بنشاطاته وأعماله اليومية، متحدياً قساوة الطبيعة بكل تفاصيلها.

يوضح فاخر خلف، وهو رجل دين أيزيدي من مدينة سنجار غرب الموصل، أن “لرجال الدين في الديانة الأيزيدية ملابس خاصة بيضاء اللون تشير إلى السلام وهو لباس الإيمان، ويمتاز بجماله وبياضه الناصع”.

“ويجب أن نرتدي نحن رجال الدين هذه الملابس خلال الطقوس الدينية والمناسبات الدينية والأعياد”، يضيف خلف.

وتمكن الأيزيديون خلال آلاف السنين من الحفاظ على أزيائهم التقليدية من الزوال، وعلى الرغم من حدوث تغييرات طفيفة على الأزياء الرجالية والنسائية لأتباع الديانة خلال الحقب التاريخية، ألا أن هذه التغييرات لم تطرأ على التفاصيل والشكل الرئيسي.

وتسلط الكاتبة المختصة بالتراث الأيزيدي، نسرين غربي ناصر، الضوء على أبرز أنواع الأزياء الأيزيدية واختلافاتها بين عشائر وطبقات الديانة.

تقول: “تختلف لهجات الأيزيديين و أزياؤهم التقليدية حسب طبقاتهم وعشائرهم، ومنها زي طبقة كوجراتي، أي البدو في مدينة سنجار والمناطق المحيطة بها. والملابس التي ترتديها عشيرتا رشكان وهويريان، لا تشبه ملابس العشائر الأخرى”.

وتشير ناصر، إلى عشيرتي “جوانا” و”فقراء”، مبينةً أن رجال الأولى يرتدون قبعة مخروطية مصنوعة من صوف الغنم كغطاء رأس فوق الدشداشة (الثوب)”، أما الرجال في الثانية، فيرتدون اليشماغ الأحمر (جمداني) كغطاء للرأس.

ويطعّم الشال في ملابس عشائر “جوانا” بخيط أحمر ويلبسون حزاما قماشيا أحمر على الشال، أما ملابس الفقراء، فهي بدون خيوط حمراء وحزام، كما تقول ناصر.

وتتابع: “أما عشائر خوركان، فنساؤهم تلبس الكوفية، وهي بمثابة عمامة، والرجال يلبسون الدشداشة (كراس) والعقال، منهم من يلبس اليشماخ الأحمر وقسم آخر الأبيض. بينما يرتدي رجال منطقة ولات الشيخ في دهوك وأطرافها، ملابس مشابهة لالزي الكردي التقليدي، وترتدي النساء أزياء تختلف عن بقية المناطق الأيزيدية”.

ويعتبر غطاء الرأس جزءا رئيسياً من الملابس النسائية الأيزيدية، وهو مصنوع من القماش حالياً، لكن في الماضي كانت غالبية النساء الأيزيديات يلبسن غطاء رأس معدني، ليتيغير بمرور الزمن، علماً بأن هناك عدد من النساء ما زلن يستخدمنه في الوقت الحالي.

وتزين النساء والفتيات الأيزيديات أغطية الرؤوس بالليرات الفضية من الأعلى، بينما تُشدّ جوانبها بنوع خاص من الغطاء يسمى “رشك” وتوضع عليها مسكوكات ذهبية بأشكال مختلفة، كما تستخدم أيضا وخاصة من قبل الفتيات غطاء الرأس المعروف بالكفية البيضاء.

 

المصدر: irfaasawtak
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.