التوقيت الصيفي في لبنان.. انتهت الأزمة فهل يعتبر المعتبرون؟

ردنا – وأخيراً، حسمت الحكومة اللبنانية الجدل، وأعلنت التراجع عن قرارها تأخير العمل بالتوقيت الصيفي بعد أن أثار انقساماً وجدلاً واسعاً.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إنّ الحكومة قررت اعتماد التوقيت الصيفي بدءاً من منتصف ليل الأربعاء.

وجاء قرار ميقاتي، كما أفادت وسائل إعلام، بهدف مراعاة الصائمين المسلمين، مما يسمح لهم بالإفطار ساعة أبكر.

وقبل القرار الأخير، انقسم البلد المتعدّد الطوائف والأديان، وثار جدل اتخذ منحى طائفياً مع إعلان مؤسسات عدة، على رأسها الكنيسة المارونية ومؤسسات إعلامية ومدارس، رفض الالتزام به.

وبغض النظر عن مبررات كل طرف، فإنّ الطائفية البغيضة هي الأثر الذي أحدثه ردّ الفعل المسيحي على قرار ميقاتي؛ فالدفاع المسيحي مهما حمل من تبريرات لها وجاهة، إلا أنّ الشكل العنيف والشامل الذي ظهر عليه ترك انطباعاً سيئاً لدى المسلمين.

يأتي الخوف من تكرار هذا التحشيد الطائفي لأسباب أخرى، حتماً ستشهدها لبنان في ظل أزمة الفراغ الرئاسي والمؤسساتي.

 

كيف نشبت الأزمة؟

وكانت أزمة التوقيت نشبت بعد قرار ميقاتي بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي الذي كان مقرراً في 27 آذار (مارس) الجاري، إلى حين انتهاء شهر رمضان، بهدف التخفيف عن الصائمين، أسوةً بقرارات مشابهة في دول عربية، ومنها المغرب التي تعتمد توقيتاً مخصصاً لشهر رمضان.

تسبب القرار في ردّ فعل غير مسبوق، وصفه ميقاتي بقوله: “ما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة، والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه”.

وتوحد معظم المسيحيين خلف رفض قرار تأجيل التوقيت الصيفي، من الأحزاب السياسية والمواطنين إلى حدّ رأس الكنيسة المارونية، البطريرك الراعي. أثار ذلك الاصطفاف ردّ فعل إسلامياً من السنّة والشيعة، خاصةً بعد دخول عدد من نواب مجلس النواب المسيحيين على خطّ الأزمة، بتصريحات منها “لنا لبناننا ولهم لبنانهم، لنا توقيتنا ولهم توقيتهم”.

من الجانب الإسلامي، صدرت بيانات عن مفتي راشيا السنّي، وبيان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، عبرت عن الغضب الإسلامي.

وخروجاً من الأزمة عقد مجلس الوزراء اجتماعاً برئاسة ميقاتي، تقرر فيه العودة عن قرار تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، واعتماده بدايةً من الخميس المقبل.

 

الإعلام المسؤول الأساسي

وحمّل الإعلامي ربيع ياسين، وسائل إعلام المسؤولية عن تأجيج أزمة التوقيت. مضيفاً أن “وسيلة الإعلام التي سربت فيديو لقاء نبيه بري مع ميقاتي للتباحث حول موضوع التوقيت، ووسائل الإعلام التي نقلت عنها، صوّرت الموضوع على أنّ المسلم الشيعي والسنّي صاروا حكام البلد، ويأخذون القرارات نيابةً عن بقية الطوائف”.

وأشار إلى أن “الإعلام هو المسؤول الأساسي عن الأزمة، وتسبب في انقسام كبير، تابعه فيه الساسة والإعلاميين والمواطنين، في مشهد شمل كل الأطراف المسيحية، بما فيها الكنيسة المارونية”.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي شادي سرايا، بأنّ “الرد من القوى المسيحية جاء حاداً، لأنّه كما بدا في الفيديو فإنّ ميقاتي أخذ القرار بأمر من بري، وفي المحصلة القرار اُتخذ من قوى إسلامية من دون مشورة القوى المسيحية”. مضيفاً أن “المسيحيين تحسسوا من تهميش دورهم الوطني، وحسناً فعل ميقاتي بتراجعه عن هذا القرار الذي أربك الملاحة والمؤسسات في البلاد”.

 

المصدر: ردنا + مواقع إلكترونية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.