مسلمون ويهود وهندوس وسيخ سيشاركون في حفل تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا

ردنا – تستعد بريطانيا لحفل تتويج الملك الجديد، تشارلز الثالث، في أيار/مايو المقبل، وسط أزمات سياسة واقتصادية واجتماعية تفرضها التغيرات الطارئة على محيطها. مع ذلك، حمل حفل التتويج المزيد من المفاجآت للبريطانيين عموما، كان على رأسها قرار الملك السماح لأشخاص “غير مسيحيين” حضور حفل التتويج، ما شكل خرقا لتقليد عمره عشرات القرون، وأحدث نوعا من التشنج مع رأس الكنيسة الأنغليكانية.

الكثير من التكهنات رافقت عملية الإعداد للاحتفال الذي ستشهده البلاد في السادس من أيار/مايو المقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار شخصية الملك الجديد (74 عاما) واستعداده لتولي مهماته بسرعة قياسية. فعلى مدى الأشهر الستة الماضية منذ توليه العرش، سعى تشارلز للقاء ممثلي الديانات المختلفة في بريطانيا، وأمر بإدخال تعديلات عصرية على المساكن الملكية، ثم فاجأ الجميع بقراره فتح الأرشيف الملكي للباحثين الذين يحققون في علاقة العائلة المالكة بـ”الإتجار بالبشر”.

 

“إظهار للقواسم المشتركة بين الأديان”

ومن القرارات التي اتخذها تشارلز والتي تدل على سعيه “للتغيير”، إشراك أعضاء “غير مسيحيين” في احتفال التتويج المرتقب، حيث سيشارك أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني من الديانات الإسلامية والهندوسية والسيخ واليهودية، في سابقة تطرأ على التقليد المتبع منذ قرون.

كان قرار تشارلز قد أثار خلافا مع الكنيسة الأنجليكانية، المشرفة على حفل التتويج لقرون مضت، والتي اعتبرت أن إشراك أشخاص من ديانات أخرى في حفل التتويج يتعارض مع القانون الكنسي والتقليد المتبع في مثل تلك المناسبات منذ ألف عام.

وكانت صحيفة الغارديان قد ذكرت أن أساقفة كانتربري ويورك نشروا رسالة تذكر رجال الدين بأن حفل التنصيب هو حدث ديني “من خلاله نتلقى من يسوع”، في إشارة إلى البعد الديني للحفل كونه يثبت سلطة الملك السياسية على البلاد والدينة على رأس الكنيسة.

ولن يتحدث أي من اللوردات خلال حفل التتويج، لكنهم سيشاركون في موكب تقديم “عناصر الملك”.

وسيحمل اللورد كمال، 56 عاما، وهو مسلم من حزب المحافظين، الذراعين (مجموعة من الدعامات المزخرفة بالذهب) إلى الملك، وسيتبعه البارون ميرون وهو من الديانة اليهودية واللورد سينغ من السيخ واللورد باتيل من الهندوس، ليقدموا رداء وقفازا وخاتما على التوالي.

وقال اللورد سينغ لصحيفة التايمز إن خطط الاحتفال هي “إظهار للقواسم المشتركة بين الأديان… إنها تؤكد على النقطة التي قالها (الملك) مرارا وتكرارا بأنه مدافع عن العقيدة المسيحية بشكل كامل، بما يشمل احترام جميع الأديان الأخرى”.

 

المصدر: france24
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.