عندما اكتشف مسيحيو الغرب أنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام

ردنا – “من المعلوم أن عدم جدوى المواجهة المفتوحة بين الإسلام والمسيحية خاصة بعد فشل الحروب الصليبية عن تحقيق أطماعها جعلت الغرب المسيحي يُعيد النظر في موقفه من الإسلام، فقد اكتشف مسيحيو الغرب أنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام، فقصارى ما كان يعرفونه عنه استمدوه من كتابات بعض مسيحيي الشرق الموالين للإمبراطورية البيزنطية الذين حرروا أغلب مصنفاتهم باللغة اليونانية، ومن هنا انبثقت فكرة ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية ومحاولة الاطلاع على جوانب من التراث العربي الإسلامي”.

هذا ما جاء على غلاف كتاب صدر حديثا عن دار خطوط وظلال تحت عنوان “الإسلام والأديان الأخرى.. مركزية الإنسان وسيادة ثقافة السلم” من تأليف الأكاديمي الدكتور سعيد كفايتي، وقد صنف الكتاب ضمن “دراسات في الأديان”.

ويستطرد المؤلف “في مقابل جهل الغرب المسيحي بالإسلام لا يمكن لأي أحد يحمل في عقله ذرة من الموضوعية أن ينكر معرفة المسلمين بالمسيحية، وهنا ينبغي أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية قلما نلتفت إليه أو قد يمر بين أعيننا في أحسن الأحوال مرور الكرام، يتمثل هذا الأمر في الفرق الشاسع بين غرب مسيحي متجانس في مجمله من حيث الدين والعرق واللون عدا أقليات يهودية وشرق عربي وغرب إسلامي شديدي التنوع، إن التعدد في الحضارة العربية الإسلامية هو جزء منها وليس طارئا عليها مثلما هو الحال الآن في أوروبا بسبب الهجرة أو غير ذلك من الأسباب الأخرى”.

ووفق ورقته التقديمية، فإن أهمية الكتاب الجديد تكمن في “العودة إلى الإنتاج الفكري والعقدي لعلماء المسيحية واليهودية الذين تبنوا في وقت مبكر اللغة العربية”.

هذا “التراث الغني” الذي خلّفه هؤلاء العلماء “نحن أحق من غيرنا بدراسته”، بالنسبة للأكاديمي المغربي، وينبغي “التعريف به”؛ لأنه “يُقدم صورة حقيقية عن التسامح الديني والتعايش السلمي وقبول الآخر”.

والأكاديمي سعيد كفايتي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وهو أستاذ اللغة العبرية وآدابها، وترأس فريق البحث في علم مقارنة الأديان بالكلية نفسها، وكان مشرفا على إعداد “موسوعة الديانات السماوية”.

 

المصدر: ردنا
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.