القيم الأخلاقية والمشتركات الإنسانية في البوذية

مع تعددية الفضاءات الثقافية والدينية في العالم، ثمة مجموعة قيم إنسانية أساسية تشترك بها البشرية، على اختلاف أديانها ومعتقداتها أو تباين هُوياتها الثقافية، ينبغي استثمارها والتركيز عليها، لتكريس وحدة الإنسانية ووحدة “الجوهر الإنساني”.

ردنا – البوذية هي جزء من العقيدة البرهمية أو الهندوسية، ولكن ما يميزها، هو فكرة الألم، فالحياة كلها، عند البوذي، إما ألم واقعي، وإما سرور ينتهي حتما إلى ألم، وللوصول إلى النجاة من هذا الألم، وضع بوذا أربع طرق، يستطيع الإنسان بواسطتها أن يتغلب على الشر والألم، ويصل إلى النور، وهذه الطرق تقوم على الطلب، كما كان معروفا في عصره، وتجسد نظرة شمولية للحياة والإنسان والخلاص، وتقوم على أن الألم عامل واحد ووحيد وشامل، يفسر كل شيء، ويقدم وحده زورق النجاة والتحرر.

 

وهناك حقائق أربعة في البوذية، هي:

الحقيقة الأولى: يرى من خلالها بوذا أن”هذه الحياة ألم، ولاشيء فيها غير العذاب والأوجاع: الولادة ألم، العلاقات مع الغير ألم؛ لأننا نرتبط بمن لا نحب، أو نفترق عمن نحب. تحقيق الرغبات ألم، وعدم تحقيقها كذلك، في اختصار، ألم هي العناصر الخمسة التي تتكون منها الآلام”، حسبما جاء في كتاب جفري بارندر، “المعتقدات الدينية لدى الشعوب”. لا بل يعتقد جون كولر، في كتاب”الفكر الشرقي القديم” أن الثري الذي يجد كل خيرات المجتمع تحت تصرفه، “ينبغي أن يكون سعيدا، فإن الأمر قد لا يكون كذلك، وبالنسبة للموجود البشري الحساس حقاً، فإن فقر الآخرين قد يكون توابل مرة تفسد متعة الثروة، والوعي بأن ملذات المرء قد تكون على حساب شخص آخر، لا يجلب المعاناة إلى الآخر فحسب، وإنما يجلب المعاناة إلى المرء نفسه”.

وهو بهذه الحقيقة يؤكد على أن وجود الفاني يتميز بالألم، والملذات التي يجدها المرء في العالم، هي بحكم كونها سطحية في حقيقة الأمر، فهي عناصر تؤدي إلى التعاسة.

 

الشهوات المهلكة

الحقيقة الثانية: “وتتمثل في سبب الألم،  وهي ما يسمى “بالسامودايا” Samodaya أو نشأة الإحساس بالضيق، وهو إحساس يأتي بسبب الشهوة أو الرغبة، ويقصد بها عطش الروح البشري الدائم إلى استهلاك الأشياء أو التجارب أو الأفكار، وهو في الواقع ميل الفرد للتحكم في البيئة من حوله، واستغلالها في إشباع ملذاته”، حيث أن الرغبة أو الشهوة هي سبب المعاناة. لذلك “إن سبب الألم هو الجهل. فالجهل يولد الرغبة، والرغبة  تولد من الجهل، والجهل هو الأعمال الباحثة عن إشباع تلك الرغبة، من العمل تنجم رغبات جديدة وشهوات تكون هي سبب الآلام” حسب بارندر، “فالرغبة الشديدة في المال عندما يكون المرء فقيرا تفضي إلى المعاناة”. بمعنى آخر”هي الأمنية الكاذبة، والشهوات المهلكة التي تؤدي إلى الولادة من جديد”، كما يقول كولر.

نلاحظ أن الحقيقة الثانية عندهم “هي أن العناء أو الألم أو المكابدة، مصدرها الرغبة في الكينونة؛ منذ الولادة إلى حين البعث، والشهوات والرغبات التي يمكن تطمينها بين حين وآخر، والرغبة في الصيرورة وشهوة اللذات وشهوة الحكم والسلطان… هذه كلها ينابيع للفناء”، حسب كولر.

يقول جوتاما مفسرا الحقيقة النبيلة الثانية: إن المعاناة تضرب جذورها في تلك الرغبة الملحة Craving (أو الشهوة)،  التي تسبب تجدد الصيرورة أو الميلاد من جديد، وتصحبها اللذة الحسية، وتسعى إلى الإشباع في التو واللحظة (هنا والآن)،  أي التوق إلى الملذات: التوق إلى الصيرورة، التوق إلى اللاصيرورة”، كما يشير كولر.

وتتعلق الحقيقة الثالثة بكيفية وقف الألم، فكيف يتم ذلك؟

تسمى هذه الحقيقة” البنيرودا Nirodha أو “كف” أو”الرغبة”،  أي وضع حد للرغبة الفردية. وتقول إن المعاناة يمكن القضاء عليها، من خلال تحليل أسباب المعاناة، “إن التغلب على الجهل يؤدي إلى التغلب على الرغبة، والقضاء عليه يقضي على الألم. متحرر هو من يقهر شهواته ويزيل رغباته. وممكن هو استئصال الألم؛ بالقضاء على الجهل فقط؛ تقضي عليه”، كما يقول جفري بارندر.

 

الطريق الأوسط

وقد أوضح بوذا الحقيقة النبيلة الثالثة، المتعلقة؛ بتوقف المعاناة، “إنها، حقاً، التجرد من الانفعال، التوقف دونما أثر لهذا التوق ذاته، تنحية هذه الرغبة الملحة، والتخلي عنها، والتحرر منها وعدم التعلق بها”. وبالتالي يقضي الإنسان على المعاناة؛ ليصل إلى النرفانا التي ينتهي فيها الألم والمكابدة.

الطريق الأوسط، هو الحقيقة الرابعة، في هذا السياق، “وهي الطريق الذي يقود إلى إزالة الألم، وإيقاف الرغبة، ويسمى أيضا؛ بالممر ذي الثماني شعب وهي: صحة الفهم، أو النظر المستقيم المتخلص من المزاعم والأوهام، والمتطهر من الأحكام المسبقة، والمتميز بالتسامح والعمق. هدف سليم وهو التحرر من مقيدات الشخصية وآلامها. الكلام الحق المخلص والموزون، السلوك المسالم والشريف والبار. الوسائل الشريفة في الحياة واكتساب العيش، بحيث تقوم على عدم إيذاء المخلوقات. الجهد العادل، المثابر، والمستمر، لبلوغ مراقبة الأعمال والأفكار. انتباه مستقيم، وفكر ثابت ونشيط، مع ملاحظة ما يجري حول الذات، وما يحرض الأعمال والأفكار. التركيز والتأمل المحض. احتذاء المنهج المسمى (سيلا- Sila)، وكذلك أيضا (سمادهي – Sama)، هو ما يقود إلى المعرفة والحكمة (بانا – Panna)، إنه منهج تفرضه الذات على نفسها لتُعَلَّم الفكرَ، التركيز على فكرة وحيدة، تنفي ماعداها، وتقيم فيه وحدها، كي يعتاد هذا الفكر على تملك ذاته وعلى سلامة العقل والنظرة، ومن ثم السير نحو الانعتاق”، كما يقول علي زيغور، في كتاب “الفلسفة في الهند”.

هذا هو الطريق الأوسط الذي وضعه بوذا والذي يرى أنه يساعد الإنسان على أن يعرف ما له وما عليه، بسلوك أخلاقي يبلغ به إلى الكمال.

 

السلوك الأخلاقي

يهدف السلوك الأخلاقي عند بوذا، إلى التحكم في الرغبات والشهوات، ويقوم “على أساس الحب، وينبع من الحكمة أو العقل المستنير، ولتحقيق الحكمة لا بُدَّ من تحقق انضباط النفس، فالسلوك الأخلاقي والانضباط والحكمة هي حقائق الحياة الخيرة، وتكشف الحكمة عن طبيعة الأشياء، وأسباب المعاناة والتصميم على قهر المعاناة، من خلال هجر الرغبة الأنانية، ويتضمن هذا التصميم غرس الحب في النفس، فتتخلى عن الرغبة والكراهية والعنف، وتتحلى بالشفقة والعطف والحب “.

يرى بوذا أن هذه الحقائق الأربع، “يجب أن يعرفها الفرد، بمطلق حريته؛ دون أن تفرض عليه من قوة أرضية أو من تعاليم سماوية، ويؤمن بها طواعية دون إلزام؛ لأن المعرفة أساس طريق الخلاص، فمن يجبر على الإيمان بمعرفة قد يشك فيها، والشك يعوق النجاة من الآلام . كما أن مجرد معرفة الحقائق الأربع، والاعتقاد في صدقها، لا يكفي للتحرر من توالي الولادات؛ لأن معرفتها هو بداية طريق الخلاص، وأن التزام هدى الطريق المثمن هو الذي ينجي من الآلام”، حسب عبد العزيز محمّد الزكيّ، في كتابه “قصة بوذا”.

وتتلخص سبل إزالة الألم في “قتل الشهوة التي تربطنا بملذات الجسد وتدفعنا لطلبها، مع أن ما نطلبه يزول ويتغير، وكل ما يزول ويتغير ألم وشقاء، ولا نجاة ولا خلاص، إلا بنبذ ما تريده الشهوة، وفي ذلك قتلها، وفي قتلها النجاة والخلاص”، حسبما يذكر جون كولر، في كتاب “الفكر الشرقي القديم”.  ولذلك “لم يجد جوتاما أن هناك أفضل من عقيدته، التي تقوم على الإيمان بالحقائق الأربعة، وعدم الارتباط بوجود الروح الفردية أو الروح الكبرى، وأن ما يتناسخ ليست الأرواح المزعومة”، حسب محمد ضياء الرحمن الأعظمي، في كتاب “فصول في أديان الهند”.

ويرى أنه “إذا فهمنا أنفسنا والكون الذي نحيا فيه، فإن الفعـل سيقوم على أساس حب شامل وحنان عام، وبناء على هذا فإن السلوك الأخلاقي يقوم على أساس الحب والحنان، وينبع من الحكمة أو من عقل مستنير. ولكن لتحقيق الحكمة ومراعاة الحب والحنان، فإن انضباط النفس يعد أمرا مطلوبا، وهكذا فإن السلوك الأخلاقي والانضباط والحكمة في الحقائق الثلاث للحياة الخيرة”، حسب الدكتور علي زيغور.

وفي هذا الإطار لا يُقر بوذا؛ “بوجود الطبقات الموجودة في الهندوسية، بل يساوي بين الناس جميعا، وإن التفريق العنصري الذي دعا إليه الهندوس ليس هو الأساس، بل الأساس في التفريق صلاحية الفرد أوعدمه، وأعماله في الحياة الماضية، ويضيف إلى هذا بأن النجاة قد تحصل؛ لفرد من أدنى الطبقات؛ إذا سلك طريق العيش والمحبة والمراقبة”.

 

الحقائق المستقيمة

وهناك مبادئ أخرى في الرسالة البوذية وهي “المبادئ الرئيسية والمُنظمة للحياة والمجتمع، هناك الحقائق المستقيمة، والصفات الست، التي سنطالعها تباعاً، وتلك الحقائق المستقيمة هي:

الإيمان بالقلب، والمحافظة على الأسس الروحية، التفكير الذي يبدد الأوهام على الأسس الروحية، السعي لغايات نبيلة، طلب العيش من طريق شريف، حفظ أعمال الناس الجيدة وتناسي أخطائهم، مزْج الحياة بالحياء والعفة.

وتعتبر هذه الحقائق من الأولويات في الشريعة البوذية و”تبدو هذه الحقائق كالفاتحة بالنسبة للمسلمين، أو هي بمثابة ” الصلاة الربية” بالنسبة للمسيحيين، إذ لا يجوز أن يجهلها بوذي واحد”.

وبخصوص الصفات التي ينبغي أن يتصف بها البوذي فهي:  “الصدق، نقاء النفس، العلم اللا محدود، القوة، الصبر، محبة الجميع”.

ففي الدرجة الابتدائية ذكر بوذا خمس رذائل، أو ما يعرف عند البوذيين باسم (Sila)،  جاء النهي عنها على صورة وصايا، لو أخذ الشخص نفسه بها، ورعاها حق رعايتها، تحقق له الاستيلاء التام على الإرادة، وتلك هي الوصايا الخمس:

لا تقتل أحدا، ولا تقض على حياة حيوان حي، لا تأخد ما لا يعطى إليك، لا تكذب ولاتقل قولا غير صحيح، لا تشرب خمراً ولا تتناول مسكراً ماً، لا تباشر علاقة جنسية محرمة.

 

أصول الرذائل

أما الرذائل عند بوذا فترجع إلى أصول ثلاثة وهي:

الاستسلام للملاذ والشهوات، “يجعل الحياة كلها ألم مستمر، وفوق ذلك يعكس نظر الأشياء في العقل والقلب، فكل نظر يكون مغشيا؛ بغشاوة من الشهوات والرغبات والأحلام الفاسدة، والأماني الكاذبة التي تبعث إليها اللذات المُلحة.

سوء النية في طلب الأشياء، وذلك من تمكين اللذات في النفس، فإن الغرض الفاسد، يتحكم في طلب الإنسان للأشياء، فلا يصير واضح المقصد بين الغاية؛ لما له من مآرب يطلبها ويسترها، وغايات تدفعه ولا ينالها، ويدفعه إلى الكتمان رغبة نيلها، وتوقع الاعتراك بينه وبين غيره فيها، لذلك يسود سوء النية، فهو إذن وليد تمكن اللذة في القلب، واستيلائها عليه، وهو أيضا أصل لكثير من الرذائل؛ كالغش والكذب والنميمة وغير ذلك.

الغباء وعدم إدراك الأمور على الوجه الصحيح، وفي أكثر الأحيان يكون منشأ ذلك، تزيين الشهوات على النفس، وسدها سبيل الإدراك الصحيح، فلا يرى العقل إلا ما تعكسه عليه، ويمنع على النفس الإشراق الذي ينشأ من التجرد من الملاذ، والإلهام الذي يكون من هجر الشهوات”.

 

الفضائل الخمس

في مقابل تلك الوصايا الخمس، هناك خمس فضائل، وهي، “التحلي بالرحمة، والكسب الحلال، والصدق، والوعي الكامل، والعفة. وهذه الأخلاق وضعت لعامة البوذيين العاديين، أما الذين يتطلعون إلى سلك الرهبنة، فعليهم فوق ذلك اتباع الوصايا العشر الباقية، وهي كالآتي:

الامتناع عن الطعام في الليل، وعن تناوله أكثر من مرة في اليوم، الامتناع عن تزيين الجسم بالعطور أو الزهور، أو بالدهن، الامتناع عن الرقص والغناء، وعن حضور حفلاتهما، وعن جميع الملاهي والألعاب، الكف عن اقتناء المقاعد والمساند الفخمة، والفراش الوثير بالقطن، الامتناع عن إبادة النباتات وإماتتها، الكف عن الهراء وفظاظة الكلام والنميمة، الكف عن التزييف في الكلام للحصول على المطالب الدنيوية، الكف عن القمار والرشوة، الكف عن الوساطة بين الناس، الكف عن قبول الهدايا النقدية وعن اقتناء الذهب والفضة.

ويشير جوزيف كاير، في كتاب “حكمة الأديان الحية” إلى أن الوصايا الخمس الأولى، هي “واجبة على كل بوذي على الدوام، والخمس الثانية واجبة الاتباع في الصوم، أما الرهبان فإن عليهم اتباع الوصايا كافة في سائر الأوقات”.

وهذه التعاليم والوصايا البوذية؛ إنما هي في جملتها دعوة عامة، إلى الأخلاق والخير وتهذيب الذات، على قاعدة الزهد والتقشف وترويض النفس.

 

الوصايا العشر

في مقابل هذه الرذائل العشر، يورد بوذا عشر وصايا؛ بها يكون العمل صالحاً، وهي كالآتي:

لا تسرقوا أبداً ولا تخفوا، بل ساعدوا كل إنسان على امتلاك ثمار عقله، تجنبوا كل نجاسة وعيشوا حياة طاهرة، لا تقتلوا أبداً وراعوا جانب الحياة، لا تكذبوا أبدا، وكونوا صادقين في القول، وقولوا الحقيقة برصاصة، ومن دون خوف، وبقلب مملوء بالمحبة، لا تخلقوا حكايات خبيثة ولا ترددوها، لكن انظروا إلى الجوانب الصالحة عند إخوانكم؛ بطريقة تمكنهم من الدفاع عنها؛ بإخلاص ضد أعدائهم، لا تحلفوا أبدا، لكن تكلموا بأدب وحشمة ولياقة وشرف، لا تهدروا أوقاتكم أبدا؛ بالكلمات الخالية من أي معنى، ولكن تكلموا كلاماً في محله، وفي وقته، وبنية طيبة أو التزموا الصمت، لا تطمعوا ولا تحسدوا ولا تفارقوا، لكن افرحوا بسعادة الآخرين.

طهروا قلوبكم من الخبث، لا تزرعوا أبداً البغض حتى ضد أعدائكم، لكن أحيطوا بجودة وطيبة ورفق وتساهل وحلم كل الكائنات الحية، حرروا أذهانكم من الجهل وكونوا حريصين على تعلم الحقيقة، ولاسيما في الشيء الوحيد الذي هو ضرورة، مخافة أن تقعوا فريسة في يد الارتيابية والتشكيكية والسوفسطائية والعنادية أو في الضلال، فالارتيابية والتشكيكية والسوفسطائية تجعلكم غير مبالين، والضلال يجعلكم تائهين مشردين ضائعين؛ بطريقة لاتجـدون معها أبداً؛ الطريق القويم، الذي يقود إلى حياة الخلود”.

وتعتبر هذه الوصايا الأخلاقية أساس الحياة الفاضلة، أي الحياة التي لا مأخذ عليها في البوذية.

 

الحب مقابل الكراهية

وأضاف بوذا إلى وصاياه هذه، قاعدة أخلاقية ـ اجتماعية مهمة، تقوم على ضرورة مقابلة الخطأ بالعمل الفاضل، حيث لا يجوز لديه، مطلقاً، أن يعالج الخطأ بالخطأ، فهذا يعقّد المشكلات، ولا يثمر شيئاً. فمن وصاياه حول طريقة معالجة الخطأ قوله: على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة، وأن يزيل الشرّ بالخير. إن النصر يولّد المقت؛ لأن المهزوم في شقاء. وإن الكراهية يستحيل أن تزول في هذه الدنيا؛ بكراهية مثلها (…)، إنما تزول الكراهية بالحب.

 

المصدر: مجلة تعايش

 

(المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع)

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.