تعرّف على أخطر المنظمات الداعمة لمليشيات المستوطنين في فلسطين المحتلة

ردنا – بعد تفاقم جرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، تصاعدت الدعوات لإدراج مليشيات المستوطنين بقوائم الإرهاب الدولية، وكان آخرها ما صدر من البرلمان العربي، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى قوة هذه المجموعات وعلاقتها بجيش الإحتلال الإسرائيلي.

فمنذ منتصف عام 2022، تشهد الضفة الغربية ارتفاعاً في وتيرة العنف الذي يمارسه المستوطنون، إضافة لعنف جيش الاحتلال، حسبما ورد في تقرير لمركز كارنيغي الأمريكي.

في المقابل، تصاعدت أعمال المقاومة الفلسطينية بالضفة، والتي تؤكد تحقيقات سلطات الاحتلال على أن أغلب منفذيها يستهدف بالأساس الرد على الجرائم الإسرائيلية. والنتيجة أنه منذ بداية العام 2022 حتى مطلع 2023، لقي أكثر من 200 فلسطيني و25 إسرائيلياً مصرعهم.

وتقول وسائل إعلام فلسطينية إن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يُضعف المقاومة ويقلل من قدرتها على التصدى لجرائم المستوطنين، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك.

 

متطرفون في حكومة الإحتلال

ومع عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وتشكيل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في التاريخ الإسرائيلي، بات واضحاً أن ميليشيات المستوطنين تلعب دوراً أكبر في العنف ضد الفلسطينيين في ظل حاجة نتنياهو لتأييد وزرائه المتطرفين، ليس فقط للبقاء في السلطة، بل أيضاً للنجاة من محكمة محتملة.

فوزير الأمن القومي بن غفير، المتطرف بدأ حياته السياسية عضواً في حركة كاخ، التي أسسها الحاخام المتطرف مائير كاهنا، وكانت ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية قبل أن تزيلها واشنطن مؤخراً بدعوى أنها غير موجودة.

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي ينافس بن غفير على لقب “أكبر متطرف في إسرائيل” فقد علق على هجوم المستوطنين على قرية حوارة الفلسطينية: يجب “محو” هذه القرية، وأعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وليس، لا سمح الله، أفراد عاديين، حسب تعبيره.

ومع حاجة نتنياهو للوزراء المتطرفين للبقاء في الحكومة، فإن الحركات المتطرفة الإسرائيلية وميليشيات المستوطنين تتحول من الهامش السياسي الإسرائيلي إلى قلب السياسة الإسرائيلية، وزعماء المستوطنين تحولوا من حلفاء لشرطة وجيش الاحتلال لسادتهم ورؤسائهم.

ولا يقتصر عمل الميليشيات اليهودية المسلحة على الضفة الغربية المحتلة التي تعد أرضاً فلسطينية محتلة وفقاً للقانون الدولي ومواقف العالم العربي والمجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة راعية إسرائيل.

فلقد أصبحت الميليشيات اليهودية المسلحة سلاح إسرائيل لاقتلاع فلسطيني 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية من مدينة اللد داخل حدود 1967، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.

وذلك قد يكون نذيراً بأن هذه الميليشيات المتطرفة قد تخرج عن السيطرة في الداخل الإسرائيلي، وقد تنتقل بعد ذلك من استهداف عرب 48 إلى التعرض للإسرائيليين العلمانيين، وهو ما يؤشر على أنها سلاح ذو حدين بالنسبة للاحتلال.

 

أبرز المنظمات الداعمة للميليشيات اليهودية المتطرفة

هناك تيار جديد ظهر في السنوات الأخيرة داخل الحركة الصهيونية يسمى “الحردلية”، وهو مزيج من القومية الصهيونية والحريدية الدينية، لكن بفكر استيطاني متطرف ويمثلون بنية صهيونية متكاملة متطرفة لا تبالي بالقانون ولا تعطي احتراماً أو اعتبارات لأي من القوانين الدولية، ويعملون لهدف واحد متمثل في حسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة، حسبما ذكر المحلل الفلسطيني شرحبيل غريب في موقع الميادين.

وعرض تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أبرز المنظمات والحركات والجماعات اليهودية المتطرفة، والتي تحرض أو تشارك في العنف ضد الفلسطينيين، خاصة اقتحام الأقصى أو عمليات العنف ضد كان الضفة الغربية بما فيها القدس.

 

  • إحياء الهيكل: وهي جماعة يهودية من أكثر الجماعات تطرفات، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه “جبل الهيكل”، ويتزعمها الحاخام “هليل وايز”.
  • جماعة “شوفوبانيم”: وهي من جماعات المستوطنين الداعية للاستيلاء على الأراضي العربية، وكان لهذه الجماعة دورٌ بارز في إلحاق الأذى الشديد بأملاك المواطنين الفلسطينيين.
  • تنظيم تمرد: يضم شباناً صغاراً في سن 16 إلى 25 عاماً، يتم اختيارهم بعناية فائقة، ويعمل في مناطق الضفة الغربية، يتجمع أفراده في البؤر الاستيطانية، ويعقدون اجتماعاتهم بسرية تامة، بزعامة مائير إتينغر، وهو حفيد الحاخام المتطرف مئير كهانا، من ضمن جرائم هذا التنظيم: إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما بالضفة عام 2015، وقتل 3 من أفرادها (أطلق سراح المتهمين باستثناء واحد)؛ وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية، وإحراق سيارتين في بلدة حوارة وقرية بورين.
  • حركة كاخ (عصبة الدفاع اليهودية): من أشهر الجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى، وقد تأسست عام 1972 على يد الحاخام اليهودي الأمريكي “مائير كاهانا”، وتبنت منظومة من الأفكار النازية التي تتوعد العرب، وتدعو إلى طردهم وتمارس في مواجهتهم أقسى أشكال القهر والتمييز العنصري والإرهاب، وقد كان باروخ مرزيل (أمين سر حركة “كاخ” في الكنيست والناطق بلسان الحركة، وأبرز مساعدي مائير كاهانا)، قد علق على مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، مشيداً بسفّاحها باروخ غولدشتاين قائلاً: “إنه ليس مجنوناً، إنه رجل عظيم، إنه رجل صديق”. ومن أتباعها المتطرف جودمان الذي قام بهجوم على الأقصى يوم 11 أبريل/نيسان 1982.
  • حركة “كاهانا حي”: تعد هذه الحركة تنظيماً صغيراً نسبيّاً، أنشئت بعد قتل الحاخام مائير كاهانا في نيويورك، ويتولى رئاستها نجل كاهانا (بنيامين)؛ وقد أنشأها بعد انشقاقه على حركة “كاخ”، وإن كان يقوم بالنشاطات الإرهابية العلنية والسرية نفسها، ورفض الانصياع لتوجيهات زعمائها، وتنشط جماعة “كاهانا حي” لتحقيق الأفكار العنصرية لكاهانا الأب، وتواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين وعلى أملاكهم، وتهدد علناً بالاقتصاص منهم وإبادتهم، وقد حظرت حكومة الاحتلال إثر مذبحة الخليل نشاط التنظيمين (“كاخ” و”كاهانا حي”).
  • جماعة “التنظيم اليهودي المقاتل” “آيال”: تعد من أشهر الجماعات الدينية في الكيان الصهيوني، وهي من أبرز مراكز التطرف الصهيوني، وأهم مصدر له، ويمكن إدراك مدى تطرف هذه الجماعة من تقييمها لأداء جماعتين مصنفتين باعتبارهما من أشد الجماعات الإرهابية اليهودية تطرفاً وأكثرها عنفاً وهما: جماعة “كاخ”، وحركة “كاهانا حي”. حيث اعتبرت جماعة “آيال” أن هاتين الجماعتين لا تجيدان سوى الكلام رغم عنفهما البشع ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
  • “أمناء الهيكل”: تأسست عام 1982، وهي المنظمة الأقدم التي نشطت في اقتحامات الأقصى وملف الهيكل المزعوم، ومن الجرائم المرتبطة بها محاولة وضع “حجر أساس الهيكل المزعوم” عام 1990؛ ما تسبب في مجزرة الأقصى.
  • جماعة “ما زال على قيد الحياة”: تتخذ من المستوطنين القوميين قاعدة شعبية لها للدعوة إلى هدم الأقصى وبناء “الهيكل” المزعوم؛ فقد سبق أن أدينت عام 1984 بالتخطيط لنسف المسجد الأقصى.
  • مجموعة “الحشمونيم”: يتزعمها “يوئيل لرن”، وهي من أخطر المجموعات القومية المتطرفة تربصاً بالأقصى؛ إذ إن معظم أعضائها ممن أنهوا الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وتهدف إلى السيطرة على بيت المقدس بالقوة. وأعضاؤها متمردون على سياسة “خطوة خطوة” المتبعة من الحكومة ومن قبل الجمعيات اليهودية الأخرى؛ فقد حاولت هذه الجماعة تفجير قبة الصخرة في يوليو/تموز من عام 1982.
  • “لفتا” اليهودية: لها توجهات قومية متطرفة؛ ولديها إمكانيات عسكرية كبيرة، وقد حاول أفرادها مرات عدة، أن ينسفوا المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالمتفجرات؛ إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.

 

المصدر: ردنا + مواقع إلكترونية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.