فريضة الحج ستكون أكثر صعوبة وكلفة في السنوات القادمة

 

ردنا – نشرت مجلة الإيكونومست البريطانية تقريراً موسعاً تناولت فيه تحديات فريضة الحج خلال السنوات القادمة، مشيرة إلى أنها ستكون أشد صعوبة وأكثر تكلفة بسبب زيادة الطلب على الحج خلال فترة الشتاء قبل عودته إلى فترة الصيف مجدداً، وهي الفترة التي تكون مرهقة للحجاج، والذين يتكون معظمهم من كبار السن.

وأشارت المجلة إلى أنه “رغم الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية لسنوات لتخفيف درجات الحرارة على الحجاج، خاصة خلال شهور الصيف، إلا أنه مع ارتفاع درجة حرارة العالم، سيكون الحفاظ على سلامة الحجاج أكثر صعوبة وتكلفة”، مضيفة: “حتى في فصل الشتاء، نادراً ما ينخفض متوسط درجات الحرارة بالقرب من مكة عن 20 درجة مئوية”.

ومنطقة شبه الجزيرة العربية تسخن بوتيرة أسرع بكثير من المتوسط في بقية أنحاء العالم. وحتى إذا أوفت جميع البلدان بالتزاماتها الحالية بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يتوقع علماء أن تتجاوز درجة “البصيلة الرطبة” 29 درجة مئوية في 15% من أيام الحج بين 2045 و2053، و19% بين 2079 و2086.

ويستخدم العلماء معدل ما يعرف باسم “البصيلة الرطبة” لقياس درجة الرطوبة والحرارة. وعند 35 درجة، “يصبح من المستحيل تبريد الجسم، وحتى الشخص الشاب السليم الذي لديه كمية غير محدودة من الماء والظل، سيموت في حوالي ست ساعات”.

وبالنسبة لكبار السن أو الأشخاص الذين لديهم حالات صحية، يكون المعدل المميت لحرارة البصيلة الرطبة أقل من 35 درجة بكثير.

ورغم أنه تم بالفعل بذل جهود جادة لحماية الحجاج من الحر، إلا أنه خلال الأيام الخمسة الرسمية للحج، يؤدي ملايين الحجاج شعائر متعددة في خمسة مواقع، موزعة على حوالي 170 كيلومتراً مربعاً، ويجب أن يسيروا لمسافات طويلة في الهواء الطلق.

ونوهت المجلة إلى أن الحج يتطلب من المسلمين الفقراء الإدخار لسنوات والذهاب إلى الحج عندما يكونون أكبر سناً وأكثر ضعفاً، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الحج في السنوات الأقل حرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وأشارت الإيكونومست إلى أن أحد الحلول لتجنب هذه المشكلة في السنوات الأكثر حرارة هو تحديد السن، مثلما حدث أثناء جائحة كورونا.

وكانت دراسة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في 2019، حذرت من خطر ارتفاع الحرارة والرطوبة في موسم الحج، خلال السنوات المقبلة، وقالت إن الناس سيواجهون “خطراً شديداً” من الآثار الصحية الضارة.

وأشارت إلى المخاطر التي ستحدث خلال شهور الصيف، حتى لو تم اتخاذ تدابير كبيرة للحد من تأثير تغير المناخ، ولكن من دون تلك التدابير، فإن الأخطار ستكون أكبر، لذلك قد ينبغي فرض قيود على المشاركة في الحج.

 

المصدر: مجلة الإيكونومست + متابعات

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.