آفي شلايم: مشاعر اليهود حول العالم تجاه “إسرائيل” تغيّرت

 

ردنا – قال المؤرخ والأكاديمي “آفي شلايم”، إن الحركة الصهيونية تمارس التطهير العرقي ضد الفلسطينيين الذين طردتهم من وطنهم، قبل أن تأتي باليهود ليحلوا محل الفلسطينيين الذين طردتهم من وطنهم.

وأضاف شلايم في مقابلة بثتها قناة “الجزيرة”، أن معاداة السامية هي ظاهرة أوروبية بحتة بخلاف ما تروج له الرواية الرسمية الصهيونية من أن معاداة السامية كانت متأصلة في العالم العربي، وأن الإسلام دعا إلى معاداة السامية وسببّها.

وأشار المؤرخ المعادي للصهيونية إلى أن “إسرائيل” صُنعت من قبل اليهود الأوروبيين واليهود الأشكيناز الذين طالما نظروا لليهود العرب نظرة ازدراء كونهم يأتون من ثقافة بدائية.

وأكد شلايم أن اليهود عاشوا مع المسلمين في العراق وفي الدول العربية دون مشاكل، وكانوا جزءا أصيلا من المجتمع، ولم يعتبروا مهاجرين أو متطفلين، بينما في أوروبا كان الوضع مختلفا مع اليهود حيث كانوا يمثلون الآخر.

وقال إن ما يقارب 850 ألف يهودي غادروا البلدان العربية بعد عام 1948، لكنهم لم يكونوا لاجئين ولم يتعرضوا للنفي والتهجير كما جرى للفلسطينيين الذين كانوا لاجئين بعد أن طردتهم “إسرائيل” من وطنهم.

واعتبر أن المجتمع اليهودي في العراق تم اقتلاعه من الجذور، وأن الهجرة الجماعية التي حدثت كانت نتيجة أسباب عدة أبرزها انتشار القومية العربية والشعور المتنامي بالعداء لليهود بعد حرب عام 1948، والسبب الآخر المهم كان نتيجة الضغط الذي مارسته الحركة الصهيونية على يهود العراق كي ينتقلوا إلى “إسرائيل”

وقال إن الحركة الصهيونية كانت ظاهرة في غاية القسوة، قامت بعملية التطهير العرقي للفلسطينيين ثم الإتيان باليهود ليحلوا محل الفلسطينيين الذين طردتهم من وطنهم.

وأضاف أن الصهيونية طالما كانت أيديولوجية تقسيمٍ، إذ فرّق العرب واليهود، وأنه يرفض تماما هذا التقسيم المصطنع.

وأشار إلى أن الحكومة العراقية سنّت في مارس/آذار 1950 قانونا نصّ على أن من حق أي يهودي يريد الهجرة من العراق أن يفعل ذلك من خلال التسجيل في سجل مفتوح لمدة سنة كاملة، ثم يسمح لهم -أي اليهود- بالهجرة، ولكن دون الحق في العودة، وإقرار التنازل عن حقوقهم كمواطنين عراقيين وإسقاط جنسيتهم العراقية.

وقال إن “إسرائيل” بعد حرب 1948 كانت تلهث وراء الطاقة البشرية، ولذلك كانت أولويتها استقدام اليهود من الدول العربية إلى إسرائيل.

وأعرب شلايم عن قناعته بأن “إسرائيل” بعد عام 1967 أصبحت قوة استعمارية وحشية، وأن مهمة جيشها هي حماية أمن الاحتلال، وهي تمارس نظام الفصل العنصري نتيجة الاحتلال.

وأشار إلى تحول مشاعر اليهود في العالم إزاء “إسرائيل” خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يوجه اليهود الليبراليون انتقادات لاذعة لإسرائيل ولسياساتها، ويعلنون أنها لا تمثلهم، بالإضافة إلى تمسكهم بمسألة حل الدولتين، مؤكدا أن منظمة آيباك لا تضم سوى 30% من اليهود الأميركيين.

 

المصدر: قناة الجزيرة

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.