الوحدة في ظل التنوع.. مسجد ومعبد هندوسي يشتركان في ساحة بإقليم كشمير

ردنا – كثيرا ما توصف كشمير بأنها جنة على الأرض، ليس فقط لجمالها الطبيعي، ولكن أيضا بسبب ثقافتها الفريدة وتناغمها الديني والمجتمعي. يمكن رؤية أحد الأمثلة في قرية تريغام في منطقة كوبوارا بشمال كشمير حيث يشترك مسجد كبير في ساحة مع معبد هندوسي لأجيال.

تريغام هي بلدة صغيرة في منطقة كوبوارا في إقليم الاتحاد الهندي لجامو وكشمير. تقع في الجزء الشمالي الغربي من الولاية، بالقرب من خط السيطرة (LOC) الذي يفصل بين الهند وباكستان. كشمير، أرض الصوفيين والأولياء، لديها تقليد ثري من التوفيق بين المعتقدات الدينية. إنه مكان عاش فيه المسلمون والهندوس والسيخ معًا في وئام لعدة قرون.

وتتضمن التقاليد الثقافية والدينية لكشمير مزيجًا من التأثيرات الإسلامية والهندوسية والبوذية. الولاية هي موطن للعديد من الأضرحة والمعابد التي يبجلها الناس من جميع الأديان.

المسجد والمعبد في تريغام ليسا استثناء من هذه الثقافة المشتركة. في باحة المسجد دُفن سيد إبراهيم بخاري، وهو قديس صوفي يحظى باحترام المسلمين والهندوس في كشمير. من ناحية أخرى، تم تكريس المعبد للإله “شيفا” أحد الآلهة الرئيسية للهندوسية، الذي يعبده الشيفيون باعتباره الإله الأعلى.

 

ثقافة مشتركة

هذا المشهد غير العادي ليس مجرد رمز للتعايش السلمي بين الهندوس والمسلمين في المدينة، ولكنه أيضًا دليل على الثقافة المشتركة التي تعود إلى قرون في كشمير.

حقيقةُ أن المسجد والمعبد يشتركان في ساحة مشتركة منذ عقود، هي شهادة على الاحترام المتبادل والتسامح بين المجتمعات المحلية. مثل هذه الأمثلة من التعايش السلمي تقطع شوطًا طويلاً في تعزيز الوحدة والتفاهم بين الناس من مختلف الأديان.

وبحسب ما قاله شيوخ البلدة، فقد تم اتخاذ قرار بناء دور العبادة جنبًا إلى جنب لتعزيز الانسجام والتآخي المجتمعي في البلدة، حيث أراد المجتمع إرسال رسالة سلام وتسامح إلى بقية العالم.

ويقول “بير عبد الرشيد”، إمام المسجد الكبير (المسجد الجامع) في تريغام، إنه بالنسبة لأهالي تريغام، فإن المسجد والمعبد ليسا مجرد أماكن عبادة، بل يمثلان أيضًا رمزا لتراثهم الثقافي المشترك. ولطالما تمسك سكان تريغام بحزم في التزامهم بالوئام المجتمعي. لقد استمروا في العيش معا في سلام ووئام، وقدموا مثالا لبقية البلاد.

وأضاف عبد الرشيد: المسجد والمعبد في تريغام تذكير بقوة المجتمع وأهمية التسامح واحترام التنوع. إنه رمز للأمل في عالم ينقسم بشكل متزايد على أسس دينية ومجتمعية.

وتابع: هذا يكشف أنه من الممكن للأشخاص من مختلف الأديان أن يعيشوا معا في وئام، وأن الطريق إلى السلام والتقدم يكمن في التفاهم والاحترام المتبادل.

يعد المسجد والمعبد في تريغام مثالًا ملهمًا على الانسجام المجتمعي في الهند. إنها شهادة على الثقافة التوفيقية لكشمير وروح التسامح والأخوة التي حافظت عليها لقرون. وهي منارة للأمل في عالم غالبًا ما يشوبه العنف والانقسام، وتذكير بأن مستقبلًا أفضل ممكن إذا تعلمنا احترام اختلافاتنا والاحتفاء بها.

 

المصدر: risingkashmir
ترجمة: موقع ردنا
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.