غضب واستنكار مسيحي واسع في العراق تجاه الإساءة للقرآن الكريم

ردنا – عبّر العشرات من المسيحيين العراقيين، في وقفة بكنيسة “سيدة النجاة”، وسط العاصمة بغداد، ليلة أمس السبت، عن تنديدهم بحرق المصحف، وتأييدهم إجراءات القضاء العراقي مطالبة السويد بتسليم المتطرف من أصول عراقية سلوان موميكا.

وشاركت في الوقفة وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، بحضور رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك سيادة مار افرام يوسف عبا، وجمع غفير من أبناء الطائفة المسيحية، وشيوخ ووجهاء من جميع مكونات العراق.

وقالت الوزيرة خلال الوقفة، إن “تكرار حادثة حرق نسخ من القرآن الكريم تقف خلفها جهات لا تريد الخير والسلام للإنسانية، فجميع الأديان والكتب السماوية لها كل الاحترام ولا يجوز التجاوز عليها من قبل أي شخص كان”، مطالبةً دولة السويد “بمحاسبة الشخص الذي ارتكب هذا الفعل المشين بأشد العقوبات وعدم السماح بتكرار هذه الإساءة”.

وأشادت جابرو، وفق بيان نشرته عقب انتهاء الوقفة، بإصدار مجلس القضاء الأعلى مذكرة قبض ضد الفاعل موميكا، مشيرة إلى أن “وزارة الهجرة والمهجرين سيكون لها موقف من خلال التنسيق مع الحكومة السويدية لاسترداد الشخص المطلوب وضمان عدم تكرار هذه الحادثة”.

وقال شوكت متي، أحد المشاركين في الوقفة، إن “هناك جهات وجمعيات ومنظمات أوروبية تسعى إلى إهانة الأديان السماوية على حساب الاجتهادات البشرية الجديدة، بحجة الحريات الخاصة أو العامة”. وأضاف: “هذا ليس منطقياً، فالتجاوز على القرآن أو الدين الإسلامي لا يُعد حرية”.

وتابع متي أن “الشخص الذي تجاوز على الدين الإسلامي وأقدم على حرق القرآن الكريم يحسب نفسه على المسيحيين، لكنه في الواقع يعرف نفسه ملحداً، بالتالي فإنه ليس مسيحياً”، مطالباً محاسبته وفق القانون العراقي.

وأقدم سلوان موميكا، الأربعاء الماضي، على حرق نسخة من المصحف خارج مسجد في استوكهولم، بعد أن حصل على تصريح من الشرطة السويدية لتنظيم تظاهرة ضد الإسلام والمسلمين، حيث ألقى المصحف على الأرض قبل أن يحرقه ويدلي بكلمات مسيئة إلى الإسلام.

وفي السياق، أعربت كنيسة المشرق الآشورية، عن إدانتها لحرق القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم، فيما وصفته بالعمل المشين.

وقالت الكنيسة في بيان “تداولت وسائل الإعلام قيام أحد المُلحدين، من أصول عراقيّة، بحرق القرآن الكريم، في العاصمة السّويديّة ستوكهولم، وبالتّأكيد إنّه عمل فردي لا يعكس موقف المسيحيّة ككل، ولا موقف أي كنيسة مسيحيّة”.

وأشار البيان الى أن “كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم تُدين هذا العمل المشين بأشدّ العبارات، لأنّه يدلّ على خطأ جسيم للمسؤوليّة الفرديّة لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم”.

وأكد البيان أن “ارتكاب أفعال إهانة، بأي شكل من الأشكال، ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بثّ ونشر خطاب الكراهيّة، في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور، وأن نوطّد أواصر المحبّة والتّسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر، حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض، بغضّ النّظر عن إيماننا”.

وأضاف البيان “الكنيسة التي تأسّست على تعاليم السيّد المسيح والكتاب المُقدّس، ترفض، كما رفضت دائماً، جميع الأفعال وردود الأفعال الّتي تهدف إلى الإساءة إلى ما هو مقدّس ودور العبادة ومؤمني الدّيانات الأخرى، بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت ومن قبل أي جهة أو أفراد”.

ودعا البيان القادة الروحيين والدينيين من جميع الأديان إلى “تحذير أتباعهم من الانخراط في أي أعمال من هذا القبيل تنطوي على التعصّب الدّيني وعدم التّسامح”.

وطالب البيان حكومات الدول بـ “عدم السّماح بهذه الأعمال التي تُرتكب باسم الحريّة الشّخصيّة”، وتابع “لكل نوع من الحريّة حدود، وأهمها احترام كرامة الآخرين ومقدّساتهم،وهذا ما يُعلّمنا إيّاه الكتاب المُقدّس: كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض”.

وفي السياق أيضاً، طالب نواب المكون المسيحي في العراق، البرلمان السويدي من خلال اتصالات مكثفة الى اتخاذ موقف رافض لهذا التصرف المشين بالاعتداء السافر على مشاعر وعقائد الملايين من المسلمين.

وقال النواب في بيان انه “لا بد من التمييز بين حرية الرأي وبين الاساءة للاديان وعقائد الناس، وسنلاحق كل الجهات الداعمة لهذا السلوك المشين قضائياً ،وان الشخص المسيء لا ينتمي لاي جهة سياسية”.

ورفعت حركة بابليون دعوى قضائية ضد المتطرف الذي أقدم على حرق القرآن.

وقال النائب عن الحركة دريد جميل انه “تم اصدار امر قبض بحق حارق القران الكريم، وتم إبلاغ السفارة السويدية وطالبناهم باتخاذ اجراءات استباقية لمنع ما حصل”.

 

المصدر: وسائل إعلام عراقية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.