التقويم الهجري القمري.. كيف نشأ ولماذا اعتمده المسلمون؟

ردنا – قبل أكثر من 14 قرنا، تبنى المسلمون التقويم القمري ليكون تقويم الحضارة الإسلامية، ونظرا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمي بالتقويم الهجري القمري.

يعتمد التقويم الهجري القمري على قياس دورة القمر حول الأرض، بحيث يكتمل الشهر القمري باكتمال دورة القمر. وذلك على عكس التقويم الميلادي/ الشمسي الذي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس.

وتُقاس نهاية وبداية الشهر الهجري بناء على رؤية هلال الشهر الجديد، ما يجعل أيام الأشهر الهجرية غير محددة، على عكس التقويم الشمسي. وبناء عليه، يتباين عدد أيام الشهر الهجري ما بين 29 وثلاثين يوما.

وبسبب النقطة السابقة، تتقدم السنة الهجرية 11 يوما كل عام، مقارنة بالتقويم الشمسي، ما يجعل الشعائر والمناسبات الإسلامية تقع في فصول وأوقات مختلفة كل عام.

كذلك تتباين رؤية اكتمال دورة القمر بناء على الموقع الجغرافي، ما يعني أن بداية الشهر الهجري قد تقع في مكان ولا تقع في آخر.

 

أيام العرب قبل الإسلام وبعده

في عام 412 ميلادية، اجتمع سادة العرب في مكة للتوافق على التقويم القمري، إذ أن التباين بين قبائل العرب في تحديد الأشهر القمرية تسبب في فوضى بشأن موسم الحج وحركة التجارة.

كما اتفقوا على الأنشطة المرتبطة بكل شهر، فخُصص بعضها للتجارة، وبعضها للحج، كما تم الاتفاق على الأشهر الحُرُم، التي يُحرّم فيها القتال، وقد استمرت حتى بعد ظهور الإسلام. وهذه الأشهر هي ذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، ورجب.

ورغم أن التقويم الهجري يبدأ تأريخه بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لكن العمل به بدأ بعد ذلك بـ 17 عاما.

وكان الخليفة عمر بن الخطاب هو من اعتمد العمل بالتقويم الهجري في الدولة الإسلامية، حيث تشير المصادر التأريخية إلى أنه استشار في ذلك الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

واختيرت أسماء الأشهر التي نعرفها حاليا، بعد أن كانت القبائل تطلق أسماء مختلفة على الأشهر. وهي في الغالب الأسماء التي اتفق عليها العرب في اجتماع مكة عام 412 ميلادي.

 

أيام النسيء

وهي خمسة أيام كان العرب يضيفونها أو يحذفونها من العام القمري.

واختُلف على سبب هذه الأيام، إذ يرى البعض أنها كانت رهن الزيادة أو النقصان في حساب دورة القمر حول الأرض. في حين يقول آخرون إنها كانت طريقة للتحايل على عدد أيام الأشهر الحُرُم إذا أراد العرب الحرب.

وحرم الإسلام أيام النسيء بسبب التباين الشديد الذي يتسبب به في حساب مواقيت الشعائر الإسلامية.

 

أسماء الأشهر القمرية

ارتبطت أسماء الأشهر إما بالفصول التي تتزامن معها، أو أنشطة العرب في كل منها، أو حرمة القتال فيها.

وفيما يلي شرح لمعاني أسماء أشهر التقويم الهجري:

 

  • محرّم: (المُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سُمِّي المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحرّمون القتال فيه.
  • صفر: سمي صفرًا لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها فيه للحرب، وقيل لأن العرب كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع، فقد كان شهرا معروفا بكثرة الغارات.
  • ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
  • ربيع الآخر: سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأوّل.
  • جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة اللفظ.
  • جمادى الآخرة: سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
  • رجب: وهو من الأشهر الحرم: سمي رجبًا لأنه من الأشهر الحرم وكانت العرب ترجب رماحها فيه أي تنزع النصل من الرمح ويكف الناس عن القتال. وقيل: رجب أي التوقف عن القتال.
  • شعبان: لأنه شِعب بين رجب ورمضان، وقيل سمي شعبان لأن الناس تتفرق فيه ويتشعبون طلبا للماء. وهناك رأي يقول إنه ربما سمي شعبان لأن العرب كانوا يتشعبون فيه ويفترقون للحرب بعد قعودهم عنها في شهر رجب.
  • رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين. سُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها بذلك شديدة الحر.
  • شوال: وهو الشهر الذي يقع فيه عيد الفطر، وسمي بذلك لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت “أي هزلت وجف لبنها”، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا هزلت وجفّ لبنها.
  • ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لأنه أول الأشهر الحرم وفيه تقعد الناس عن الحرب.
  • ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم، وقد سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.

 

المصدر: ردنا + مواقع إلكترونية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.