افتتاح مسجد السيدة نفيسة في مصر بعد انتهاء أعمال الترميم

ردنا – افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، مسجد السيدة نفيسة، وذلك بعد أعمال التطوير والترميم.

ورافق السيسي في مراسم إفتتاح المسجد السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة.

وذكرت مصادر مصرية أن هناك اهتماما من الدولة لتطوير مساجد آل البيت، ويترافق مع التطوير حملات للتركيز على الدور الدعوي والتثقيفي، وإصدار تعريفات وكتيبات عن آل البيت فى مصر وأماكن وجودهم ومختصر صاحب الشخصية، وتعريف عن شخصية صاحب المقام أو الضريح.

وشمل تطوير مساجد آل البيت في مصر، ترميم وتجديد الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشيًا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبًا إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع.

 

من هي السيدة نفيسة؟

هي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الإمام الحسن عليه السلام، لُقّبت رضوان الله تعالى عليها بـ”نفيسة العلم”، وزوجها إسحق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وكانت من الصالحات العابدات، وقد حفرت قبرها بيدها، وكانت تنزل لتجلس وتقرأ القرآن فيه، وكانت من سيدات العلم في العالم الإسلامى، واشتهرت بإجابة دعائها، حتى كان الإمام الشافعى يرسل لها دومًا لتدعو الله له كلما نزلت به نازلة، ولما حضرها الموت كانت صائمة، ورفضت أن تفطر، وقالت: «لقد سألت الله أن يقبضنى إليه صائمة».

عُرف عن السيدة نفيسة زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج قائلة: “خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي”.

وقيل إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا، كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية، كانت فيها تتعلق بأستار الكعبة و تقول: “إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سببًا يحجبك عني”.

كما كانت شديدة في الحق لا تهاب الأمراء، فقد ذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه، أن الناس استغاثوا بالسيدة نفيسة بنت الحسن من ظلم أحمد بن طولون فكتبت له رسالة، وانتظرت حتى مرور موكبه فخرجت له، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرسالة، وكان فيها: “ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون”، فخشع ابن طولون لقولها.

في رجب 208 هـ، أصاب نفيسة بنت الحسن المرض، وظل يشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان سنة 208 هـ، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وكان يوم دفنها مشهودًا، ازدحم فيه الناس لتشييعها.

 

ردنا + مواقع إلكترونية
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.