الفنانون الأرامنة ودورهم في تطوير الموسيقى الإيرانية

ردنا – يعتبر الفنانون ومشاهير الموسيقى الأرمن من أبرز المساهمين لتطور فن الموسيقى في إيران، حيث أنجزوا روائع فنية خالدة يمكن الاطلاع عليها من خلال دراسة تاريخ فن الموسيقى الإيراني، إذ يظهر بوضوح الدور الكبير الذي لعبه الأرامنة في إيران في صناعة الموسيقى الإيرانية الحديثة والمعاصرة، وكانت للجهود التي بذلها الملحنون والمغنون والشعراء الأرمن دور مهم في وضع ملامح الموسيقى الإيرانية.

لكن هذا الكنز الموسيقي الأرمني، واجه في الآونة الأخيرة انتقادات كثيرة، وبالتحديد الكنز الموسيقي للفنانين الأرمن في منطقة “جلفا” بمحافظة إصفهان، ما شكّل حافزاً لهيئة التحرير في موقع “ردنا” لإعداد هذا التقرير الذي يتناول أشهر نجوم الموسيقى الأرمن في إيران.

الأرامنة والموسيقى العالمية

من خلال دراسة تاريخ فن الموسيقى الإيراني، يمكن ملاحظة الدور الكبير الذي لعبه الأرامنة في تطوير الموسيقى الحديثة في إيران وإدخال الموسيقى الكلاسيكية العالمية إلى البلاد.

في الحقيقة، كان الأرامنة، وبفضل رحلاتهم العديدة إلى خارج البلاد، قادرين على إدخال الآلات الموسيقية وكل ما هو مستجد على صعيد الموسيقى العالمية إلى إيران، وبالتالي مشاركتها مع سائر مواطنيهم في إيران.

نجوم أرمنية لامعة في سماء الموسيقى الإيرانية

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى بعض أشهر الفنانين الأرمن وإنجازاتهم لرسم ملامح واضحة حول دور الأرمن في تأريخ الموسيقى الإيرانية.

مغرودوم كارابتيان: أول من أسس أوركسترا للآلات الوترية في أصفهان. يطلق على “كارابتيان” لقب مبدع الآلات الوترية في أصفهان القديمة.

غوهار آبيار دافيديان: أول امرأة أرمنية خريجة مدرسة طهران الثانوية للموسيقى، وكان من اختصاصاتها العزف في الأوركسترا الفيلهارمونية، وتعتبر من رواد التاريخ الموسيقي للمرأة الأرمينية في إيران.

روبن غريغوريان: أول من استطاع جمع كنز كبير من الأغاني الإيرانية المحلية وترتيبها لأربعة أصوات. وعمل مديراً لأكاديمية الموسيقى العليا وقائداً ومؤسساً لأوركسترا طهران السيمفونية.

واهه خوجايان: قائد ومؤسس أول أوركسترا للإذاعة الوطنية الإيرانية، وكانت له خدمات كبيرة للموسيقى الإيرانية، وخاصة العديد من الإنتاجات الفاخرة التي أنتجها لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

ساتنيك آقابابيان: مغنية أوبرا، وهي تعتبر أول مغنية أوبرا إيرانية سجلت لنفسها تأريخاً حافلاً بالإنجازات في هذا المجال.

سرجيك ميرزائيان: قائد أوركسترا الوتر في مركز “أرسباران” الثقافي، وكان يقيم حفلات موسيقية بشكل مستقل لسنوات عديدة مع أوركسترا الوتر والمجموعات الموسيقية.

إبداعات متفردة

يرى الموسيقار الأرمني “آندره غالستيان”، أن الموسيقيين الأرامنة أدخلوا لأول مرة السيمفونيات العامة والعسكرية إلى إيران.

وللتعرف أكثر على دور الأرامنة في النهوض بالموسيقى الإيرانية، ينبغي التنويه أيضاً إلى أن بعض الأسماء المتقدمة وغيرهم من الفنانين الأرمن، عُرف عنهم إبداع أعمال فذة وفريدة من نوعها في الموسيقى، من دون استنساخ فني من سائر المدارس الموسيقية الأخرى.

فمن هؤلاء المشاهير “روبن غريغوريان” الذي شغل مديراً للمعهد العالي للموسيقى، وقائداً لأوركسترا طهران السيمفونية، واشتهرت عنه أعماله الفذة، كما عزف في أوركسترا بوسطن الموسيقية. ومنهم “غوهار أبيار دافيديان” وتقدم أنها أول امرأة تتخرج من معهد الموسيقى. ومنهم “فاروجان” الملحن العبقري وأحد مؤسسي موسيقى البوب في إيران، والذي كانت كل أعماله من صنعه.

كما ينبغي الإشارة إلى عازف البيانو والملحن الأرمني الشاب “درن باراتيان أو دارن باراتي” بكل مؤلفاته وحفلاته والعديد من الألبومات العالمية الجميلة، فهو يعتبر فخراً للموسيقى الإيرانية والأرمنية.

دارين باراتي، المسيحي الأرمني الذي بدأ العزف على البيانو في سن الحادية عشرة مع الأستاذ “تيغران ماسروبيان”. وبعد الانتهاء من المدرسة الابتدائية، دخل المعهد الوطني للموسيقى للبنين في طهران، وهو حاليًا في سنته الأخيرة في المعهد الموسيقي.

حاز باراتي على المركز الأول في العزف على البيانو في العديد من المسابقات مثل “أفضل عازف بيانو”. ومن أجل رفع مستوى معرفته العلمية والعملية، شارك في العديد من فصول الماجستير، بما في ذلك مع البروفيسور “مارين مارغريان”. قام دارين باراتي بإبداع العديد من الأعمال على آلة البيانو ويقوم حاليًا بإعداد ألبوم موسيقى سيصدر في عام 2023.