كربلاء المقدسة تستضيف مؤتمر “نداء الأقصى” الدولي الثاني
ردنا – استضافت مدينة كربلاء المقدسة، أمس الأحد، مؤتمر “نداء الأقصى الدولي” الثاني، تحت عنوان “الامام الحسين (ع) والقدس”، وذلك بالتزامن مع فعاليات ذكرى أربعينية الامام الحسين (عليه السلام).
وشارك في المؤتمر الذي نظمته العتبة الحسينية المقدسة، ممثلون من 65 دولة.
وناقش المؤتمر سبل الدعوة لنصرة المسجد الأقصى ودعم الشعب الفلسطيني من خلال أحياء نهضة الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية ، حسن رشيد العبايجي، في كلمة له خلال حفل الإفتتاح “من مدينة الاباء وقلعة المستضعفين والثوار وقبلة الاحرار مثوى سيد الشهداء وريحانة الرسول الاكرم محمد وسيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) نتوجه بأفئدة المسلمين الشرفاء من كل أنحاء المعمورة لنشارك أهلنا في بيت المقدس مشاعر الالم واللوعة مما يكابدون بما حل بهم من أضطهاد وحصار وتهجير”.
وأضاف “ننطلق من هذا النداء بقلوب دامية وعيون عبرى وصدور حرى لما يتعرض اليه الشعب الفلسطيني الأبي، فعيون المسلمين النجباء ترمقوا إلى مقدساتهم مادام فيهم روح وعرق ينبض ولن تستسلم لهذا الجبروت والطغيان، ولا لمشاريع الاستسلام والخنوع، مستعينين برب السماوات والأرض في أن هذا الحق سيعود الى أهله أذا ما تمسكنا بنهج الثقلين وفي مقدمتها نصرة القرآن الكريم وتطهيره من دنس الاعداء والمنحرفين، ومستمدين من التاريخ المشرق لأهل البيت (عليهم السلام) وتضحياتهم لاسيما تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته العزم والقوة ومتوكلين على الله في آياته فالاعداء على مختلف أجناسهم ومشاربهم وفي مقدمتهم الصهاينة لم توقظهم العقوبة الأولى ولانبهتهم عودة النعم الالهية مجددا بل تحركوا باتجاه الافساد في الأرض مرة أخرى، وسلكوا طريق الظلم، والجور، والغرور، والتكبر واستوطنوا مقدساتنا، وأذلوا أهلنا في فلسطين المحتلة تدعمهم قوى الظلام والظلال والجبروت والاستعمار”.
وتابع “من هذا المنبر ندعوكم أيها الأخوة الحضور ويا شرفاء العالم، والامة الاسلامية في كل مكان إلى إطلاق صرخة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، فهذه الصرخة الكبيرة التي أعلنها الامام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء ستبقى جذوتها متوقدة ومدوية تنتشر في كل بقعة من بقاع العالم فأصبحت وأمست كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، لانها صرخة الحق ضد الباطل وضد الطغيان والاستعباد والغطرسة”.
وأوضح “لنتحد جميعا ونطلق هذه الشعارات الحسينية فالامة الاسلامية مدعوة لنصرة المسجد الأقصى، وتحرير الشعب الفلسطيني من خلال أحياء نهضة الامام الحسين (عليه السلام) ومبادئه التي خط لها مسارا للحرية والتحرر من الاستعباد، والاستيطان، والعيش بكرامة، فالامام جسد مبادئ الاسلام ورسالة جده كما أن المتتبع لتاريخ الحركات التحررية في العالم الحديث والمعاصر سيجد أن معظمهم يتبنون مبادئ الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته”.
وأضاف “إلى أشقائنا في فلسطين والقدس نقول نحن أخوة على دين واحد، ونرعى وندعم القضايا المصيرية حتى تستفيق الامة من سباتها لتستعيد مجدها وكرامتها وعزتها وشرفها، وأن رعايتنا لهذا المؤتمر هو امتداد للنهضة الحسينية، وتجديد مساندتنا للشعب الفلسطيني الأبي، فمؤازرتكم ونصرتكم لهذه القضية الكبرى هو الإعلان عن تجديد نصرتكم، وبيعتكم للنهضة الحسينية، بل هو جزء من الوفاء للرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته، ونحن نعرب عن تأييدنا وتأكيدا لماورد في بيان سماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني في ( ٢٩ شهر رمضان / ١٤٤٢ هـ) والتي جاء فيه أن المرجعية الدينية تؤكد مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبي في مقاومته الباسلة للمحتلين الذين يسعون قضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاء أخرى من القدس الشريف”.
واستطرد قائلا “ندعو الشعوب الحره الى دعم الشعب الفلسطيني ونصرته في أسترجاع حقوقه المسلوبة، وأن المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الاقصى وسائر الأراضي المحتلة تظهر بلاشك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم وأعتدائاته المستمرة وعدم تخليهم عن أراضيهم المغتصبة مهما بلغت التضحيات”.