إضاءات على تاريخ كنيسة السريان الكاثوليك وحاضرها

ردنا – تتغلغل جذور السريان عميقًا في أرض المشرق، فهم ليسوا إلا الآراميين أنفسهم سكان منطقة الهلال الخصيب (العراق وبلاد الشام) الذين اعتنق كثيرون منهم المسيحية منذ القرن الأول الميلادي. لدرجة أنّ لفظة «سرياني» أصبحت مرادفة لمعنى «مسيحي» ولا يزال مسيحيو العراق حتى يومنا هذا يستخدمون كلمة «سورايا» بمعنى مسيحي.

تختلف الآراء في أصل تسمية سريان أو سورايا والتسميات الأخرى المشابهة ومن بينها «سوريا»، لكنّ الأرجح منها ينسبها إلى الإغريق الذين استعملوها للتعبير عن الأرض التي كانت تحكمها الإمبراطورية الآشورية وسكانها.

 

نشوء الكنيسة السريانية الكاثوليكية

تُعدّ الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية إحدى الكنائس الشرقية العريقة، وهي في شركة مع الكرسي الرسولي الروماني. إذ شرعت المحاولات الأولى لاتحاد هذه الكنيسة بروما منذ القرن الثامن بحسب ما بيّن الباحث في التاريخ المسيحي جوزيف كحالة لـ«آسي مينا». لكنّ عوامل عدة حالت دون إتمامه رغم إرسال بعض البطاركة صيغة إيمانهم إلى روما، حتى أُعلِنَ أندراوس أخيجان (1612– 1677) بطريركًا أنطاكيًّا للسريان الكاثوليك عام 1662.

 

حاضر الكنيسة السريانية الكاثوليكية

ينتشر أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية البالغ عددهم أقلّه مئتي ألف في بلدان عدة حول العالم، ولا سيّما بعدما تسبب صعود داعش وتداعيات الحروب في هجرة أعداد كبيرة منهم من العراق وسوريا.

تتوزَّع أبرشيات هذه الكنيسة بين لبنان، حيث مقرّ الكرسي البطريركي؛ والعراق الذي يضمّ أبرشيات الموصل وتوابعها، وحدياب، وبغداد والنيابة البطريركية في البصرة والخليج العربي؛ وسوريا التي تضم أبرشيات: حمص وتوابعها، ودمشق، وحلب، والحسكة وتوابعها. وهناك أيضًا أبرشية في مصر وأخرى باسم سيدة النجاة في أميركا، وإكسرخوسية في كندا وفنزويلا. فضلًا عن النيابات البطريركية في الأراضي المقدسة والأردن وفي تركيا وغيرها من الدول والإرساليات في أوروبا وأستراليا والبرازيل كما أوضح أمين سر مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل الأب روني موميكا.

 

المقر البطريركي

انتقل مقرّ الكرسيّ البطريركي للسريان الكاثوليك بين مناطق عدة بسبب الاضطهادات والظروف القاهرة واستقرّ أخيرًا في منطقة المتحف في بيروت عاصمة لبنان. وكان قد تعاقب عليه بعد أندراوس أخيجان (1612– 1677) بطاركة عدة من أشهرهم: بطرس السابع جروة، وأفرام الثاني رحماني، والكاردينال جبرائيل تبوني.

والجدير بالذكر أنّ البطاركة السريان المتعاقبين يضيفون اسم أغناطيوس إلى أسمائهم الشخصيّة، تيمّنًا بأغناطيوس النوراني، ثالث أساقفة أنطاكية الشهيد في روما قرابة العام 110، بحسب البطريرك الحالي يوسف الثالث يونان المنتخَب عام 2009.

 

المصدر: acimena

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.