مودي يعتزم افتتاح معبد هندوسي على أنقاض مسجد بابري

ردنا – يقترب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من الوفاء بوعده الانتخابي الذي قطعه على مدى عقد من الزمن، مع إعلانه افتتاحَ معبد هندوسي جديد مثير للجدل على أرض متنازَع عليها، في يناير/كانون الثاني القادم.

وأُصدرت الأوصاف التفصيلية الأولى لـ”رام جانمابهومي ماندير” يوم الخميس الماضي، وتظهر الهيكل مزخرفاً ببذخ.

وسيُبنى المعبد في موقع مسجد “بابري” الذي دمرته جماعات هندوسية متطرفة عام 1992.

ويقع المعبد في مدينة أيوديا بولاية أوتار براديش ذات الأهمية الانتخابية، وسيُزيَّن المعبد من الداخل بسبائك ذهبية، وأعمال فنية تحتفي بتنوع الهند، وفقاً لنريبندرا ميسرا، رئيس لجنة بناء المعبد.

وقال ميسرا إنه من المتوقع أن يكلّف بناء المعبد نحو 15 مليار روبية (180 مليون دولار).

وأضاف أن الحكومة لم تقدم أموالاً لإنشائه، موضحاً أنه جُمعَت تبرعات بنحو 30 مليار روبية (361 مليون دولار).

وشنّ حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة مودي، حملة على مدى عقود لبناء معبد في هذا الموقع.

ويطالب المسلمون بالأرض لأن المسجد بُني هناك منذ عام 1528، لكن عديداً من الهندوس يدّعون أن مسجد “بابري” بنُي على أنقاض معبد هندوسي، يُزعم أن بابار، أول إمبراطور مغولي في جنوب آسيا، دمره.

ومن المتوقع أن يمنح افتتاح المعبد دفعة لحزب مودي في الفترة التي تسبق الانتخابات.

 

أرض متنازَع عليها

لطالما كان الموقع الذي يعتزم الهندوس افتتاح معبدهم فيه، محلّ جدل بينهم وبين المسلمين منذ فترة طويلة.

وكانت الأرض في السابق موطناً لمسجد “بابري”، وهو مسجد يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، دمّره الهندوس المتطرفون عام 1992، مما أدى إلى أعمال عنف طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص في جميع أنحاء البلاد، ودُمّر بعدها عديد من المساجد، واندلعت أعمال عنف طائفية في جميع أنحاء البلاد.

في السنوات التالية احتشد القوميون الهندوس لبناء “رام ماندير” على هذه الأرض، مما مهد الطريق لمواجهة عاطفية ومشحونة سياسياً استمرت ما يقرب من ثلاثة عقود.

ومن بين المجموعات التي دفعت لإنشاء المعبد، مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه. واستخدم بالتالي الموضوع لكسب الدعم بين الهندوس، الذين يشكلون نحو 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

وفي عام 2019، بعد معركة قانونية طويلة، منحت المحكمة العليا في الهند للهندوس الإذن ببناء المعبد في الموقع المتنازَع عليه، مُنهِيةً النزاع.

واعتبر ذلك انتصاراً لمودي وأنصاره، لكنه جاء بمثابة ضربة لعديد من المسلمين الذين لم يتجاوزوا مأساة تدمير مسجد “بابري”.

 

المصدر: CNN + وكالات

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.