أيام الأسبوع ودلالاتها في الأديان والحضارات

ردنا – أيام الأسبوع سبعة، لكنها تتخذ صفات من الأديان والحضارات المختلفة، فيوم الإجازة مثلا ليس ثابتا فهو الجمعة في الإسلام والسبت في اليهودية والأحد في المسيحية، وقد انطبع كل يوم بطابع خاص مما تداوله الناس وما ذكرته الأديان ومما أكدته العادات والتقاليد منذ الحضارة الإغريقية، مرورا بالحضارات الأوروبية المختلفة، ووصولا إلى الحضارة الإسلامية، وفي هذا التقرير نستعرض ما ورد عن أيام الأسبوع في الحضارات والثقافات المختلفة.

 

السبت

أطلق عليه العرب قبل الإسلام اسم شِيَار أما في الغرب فقد عرف بالسيتر ديج عند الأنجلو سكسون، وقد تمّت تسمية هذا اليوم بالسبت نسبة إلى السبات والمقصود بها الراحة، ويوم السبت حالياً يوم عطلة رسمية في معظم أنحاء العالم والمنظمات الدولية.

وهناك معتقد عند بعض اليهود مفاده أنهم لا يأكلون بعض الأطعمة في يوم السبت، وتشمل كل إجراء يتعلق بالتحضير، مثل الطبخ والزراعة والنسيج والحياكة وذبح الحيوان وتهيئة المأوى والكتابة والتشييد وحمل البضائع والأقنعة من مكان لآخر وإشعال النار، أما بالنسبة إلى الشريعة الإسلامية فهو يوم عادى.

وذكر هذا اليوم في القرآن الكريم في قصة أصحاب السبت حيث أنزل الله على قوم من اليهود بلاء وكانوا يسكنون أمام البحر وكانوا يعملون بحرفة الصيد وبلاهم ببلاء وهو عدم وجود أسماك في البحر طيلة أيام الأسبوع عدا السبت فانتهكوا حرمة هذا اليوم واصطاد بعضهم الأسماك.

 

 الأَحد

مشتق من رقم واحد في اللغة العربية، كما كان يسمى قبل الإسلام أول وهو ما يعني أنه أول أيام الأسبوع، وهو في البلدان الإسلامية ثاني أيام الأسبوع، ويسبقه السبت ويليه يوم الاثنين ويعد في دول الغرب آخر أيام الأسبوع، وذلك لأنه يتم خلاله إقامة الصلوات في الكنائس الكاثوليكية للمسيحيين. ويعد الأحد أول أيام الأسبوع عند اليهود وبعض طوائف الدين المسيحي، ذلك أن يوم السبت هو اليوم المقدس وآخر الأسبوع لديهم.

كلمة الأحد في اللغة اللاتينية تعني يوم الشمس ويُطْلِق عليه الفرنسيون ديمنش، والأسبان دومينجو، والإيطاليون دومونيكا وتأتي هذه الأسماء الثلاثة من الكلمة اللاتينية دايس دومنيكا التي تعني يوم الرب.

خلال القرن الرابع الميلادي أقرت الحكومة والكنيسة رسميًا يوم الأحد يومًا للراحة في أوروبا، واليوم يعدّ يوم الأحد عطلة في جميع الدول المسيحية، وفي كثير من التقاليد المسيحية يوم الأحد هو السبت المسيحي، الذي حلّ محل السبت اليهودي.

تختلف العادات المرتبطة بيوم الأحد في العالم المسيحي لكن غالبًا ما ترتبط بحضور القداس في الكنيسة والاجتماعات العائلية وتناول وجبة يوم الأحد ويوم راحة، وتُقام خلال اليوم الصلوت في الكنائس المسيحية.

 

الاثنين

هو يوم من أيام الأسبوع بين الأحد والثلاثاء وكان يوم الاثنين يسمى في الجاهلية أَهون وأَوهد وفي الإسلام يعد يوم الاثنين عند المسلمين يوما خاصا؛ لأنه اليوم الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أنه اليوم الذي تعرض فيه الأعمال على الله كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي قال: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”.

 

الثلاثاء

وصفه القدماء بأنه “يوم لين وجُبار” وهو يوم إله القتال الفردي والقانون والعدالة في الأساطير الإسكندنافية، وفي العالم اليوناني، يعتبر يوم الثلاثاء يومًا سيئ الحظ، وينطبق الشيء نفسه على العالم الناطق بالإسبانية ويُعتقد أن ذلك يرجع إلى الارتباط بين يوم الثلاثاء ومارس إله الحرب وبالتالي ارتباطه بالموت.

ويعتبر اليونانيون والإسبان يوم 13 من الشهر سيئ الحظ إذا صادف يوم الثلاثاء، وفي التقاليد الشعبية فإن طفل الاثنين وطفل الثلاثاء مليئان بالنعمة والأسبان لا يحبون السفر يوم الثلاثاء.

 

الأربعاء

كما أن ليوم الجمعة عند المسلمين وليوم الأحد عند المسيحيين قدسية وأهمية خاصة، فان ليوم الأربعاء أهمية وقدسية خاصة عند اتباع الديانة الإيزدية، فالإيزديون يعتقدون بان يوم الأربعاء هو أقدس أيام الاسبوع لديهم، حيث كانوا وما زالوا يمارسون فيه أغلب الطقوس والمراسيم الدينية. أما سر هذه القدسية يكمن باعتقادهم بأن الأربعاء هو اليوم الأخير من عمل الرب بخلق السماوات والأرض ويأتي أيضًا من قدسية «لالش» الأرض المقدسة عند الأيزيدية باعتبارها خميرة الأرض، وبعدها بدأ تجمد الأرض.

 

الخميس

ليوم الخميس بالإضافة إلى الاثنين مكانة خاصة عند المسلمين إذ يحرصون على صومهما اقتداءً بسُنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لما جاء في الحديث في رواية الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي قال: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”.

وعند الشيعة الإمامية، نقل تفسير نور الثقلين: في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد سأله عن الأيام: فالخميس؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا وهو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس.

 

الجمعة

سُمي يوم الجمعة بهذا الاسم؛ لأن كلمة جمعة من جمع في اللغة العربية أي وحد والتئم، ومنها الجمع والتجمع والاجتماع؛ ففي يوم الجمعة يؤمن المسلمون أن الساعة ستقوم، وأن الله سيجمع الخلق على صعيد واحد للحساب والجزاء على أعمالهم الدنيوية في هذا اليوم من كل أسبوع يجتمع المسلمون لأداء صلاة خاصة به هي صلاة الجمعة، التي هي من الشعائر الإسلامية.

وقد نزلت سورة في القرآن الكريم اسمها سورة الجمعة، كما وردت فيه العديد الأحاديث النبوية المتواترة الدالة على فضله وأهميته.

 

المصدر: اليوم السابع

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.