تأريخ حافل بالتعايش المسيحي الإسلامي.. كنيسة برفيريوس التي قصفها الإحتلال

ردنا – قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني مساء الخميس، كنيسة “القديس برفيريوس” للروم الآرثودكس وسط قطاع غزة، الأمر الذي اسفر عن عدد من الشهداء والإصابات. وفي السطور التالية، نتعرف على هذه الكنيسة القديمة التي تعتبر ثالث أقدم كنيسة في العالم، ومن هو القديس برفيريوس.

 

القديس برفيريوس

ولد القديس برفيريوس في مدينة تسالونيك في اليونان سنة 347م بعد الميلاد وعند بلوغه سن الثلاثين ذهب إلى مصروعاش خمس سنوات ناسكًا، ومن ثم ذهب إلى القدس وزار الأماكن المقدسة فيها.

نزل إلى غزة برفقة الشماس مرقص الذي كتب تاريخ حياة هذا القديس لأنه كان معه طيلة أيام حياته في مدينة غزة ولأن معظم الناس في غزة في ذلك الوقت كانوا وثنيين فقد رفضوا استقبال برفيريوس، ووضعوا الحجارة والقاذورات في الشارع المؤدي إلى مدينة غزة

وتروي قصة القديس برفيريوس الذي حارب المعتقدات الوثنية غير السماوية في غزة، وعمل على نشر المسيحية، إلى أن توفي فيها عام 420 م، وما زال قبره قائما فيها حتى اليوم.

استمرّ برفيريوس في التصدّي للوثنيين في غزّة والعمل على هدايتهم إلى النهاية. وقد رقد في الرب بعدما خدم أسقفًا نحو 25 عاما، وأوصى باستمرار المعونات للفقراء على نحو منتظم وضيافة الغرباء.

ولا تزال الكنيسة العتيقة تشهد في العاشر من مارس من كل عام فعاليات خاصة يحيي فيها المسيحيون الفلسطينيون في الكنيسة ذكرى رحيل القديس برفيريوس بوصفه «محطم الأوثان”.

كنيسة القديس برفيريوس
سميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها

أما كنيسة القديس برفيريوس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية في حي الزيتون بمدينة غزة وهي أقدم كنيسة في المدينة، فقد سميت نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها، قبر القديس موجود في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة، وبُنيت على الطِّراز البيزنطي.

عمر الكنيسة 1616 عامًا، تشهد على تعايش المسيحيون والمسلمون على مر العصور، إذ إن أجراسها تعانق مئذنة مسجد «كاتب ولاية” العتيق الذي يعتقد أن بناءه يعود إلى عام 1432.

 

تعايش المسيحيين والمسلمين

وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، أن كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية في غزة تفتح أبوابها على مصراعيها منذ اليوم الأول للعدوان من أجل إيواء المتضررين والمشردين والمنكوبين الذين دمرت منازلهم، وان المطران الكسيوس والاب سيلا ومعاونيهم بذلوا جهد من اجل اغاثة من لجأوا إلى الكنيسة في غزة.

كنيسة القديس برفيريوس
عشرات الشهداء والجرحى سقطوا بقصف الإحتلال للكنيسة مساء الخميس

ولفت رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس إلى أن أبواب هذه الكنيسة ومعها الدير المجاور والقاعات والمرافق الأخرى فتحت أبوابها من أجل إيواء أهلنا في غزة الأبية التي تتعرض لعدوان غاشم نتمنى أن يتوقف بأسرع ما يمكن حقنا للدماء ووقفا للدمار والخراب.

وأكد المطران عطا الله حنا أن المطران الكسيوس والأب سيلا بغزة رفضا منذ اليوم الأول من أيام الحرب أن يخرجا من غزة من أجل الحفاظ على سلامتهما، وقالا إننا لن نترك كنيستنا ولن نترك شعبنا وأبناء رعيتنا، نحن هنا باقون رغما عن كل التهديدات والصعوبات والمخاطر.

 

“لم نتخل عن مساعدة المحتاجين”

وقال المطران الكسيوس مطران غزة وهو الذي شاهده الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقدم الطعام ويساعد الاشخاص الذين لجأوا إلى كنيسة القديس بورفيريوس في غزة قال: «بأنني إذا مت سوف احظى بموت كريم حتى لو بقي هنالك شخص واحد على الاقل في غزة ولن اذهب إلى أي مكان ولن اترك كنيستي وابناء رعيتي باذلا كل جهد من أجل أن اكون املا لهم وسأبقى في غزة محافظا على الامانة التي اؤتمنت عليها ولن اترك ابنائي في ظل هذه الظروف الصعبة”.

 

المصدر: مواقع إلكترونية

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.