من شعاراتها “الحرية لفلسطين”.. تعرّف على منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”

ردنا – تعتبر منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” (JVP) منظمة ناشطة تعمل على مقاومة كيان الإحتلال وتنادي بنهاية الصهيونية وعودة فلسطين لسكانها الأصليين ومن شعاراتها الرئيسية “الحرية لفلسطين”. تأسست المجموعة في عام 1996 وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها.

“المقاومة تحرر أرضاً محتلة منذ 75 عاماً. تحيا الانتفاضة وتحيا فلسطين، المقاومة ليست إرهاباً، المقاومة المسلحة المناهضة للاستعمار التي انطلقت من قطاع غزة قد استفزتها عقود من العنف الذي فرضته الدولة الإسرائيلية، والإبلاغ عنها بخلاف ذلك أمر كاذب ومضلل، للفلسطينيين ولجميع الشعوب المستعمرة والمضطهدة الحق في الدفاع المسلح عن النفس”..

كل هذه الشعارات السابقة عندما تقال لا يخطر بذهن أحد أبداً أن من يرددها هم اليهود أنفسهم، أو بمعنى أصح هم مجموعة “الصوت اليهودي من أجل السلام” المناهضة لإسرائيل والصهيونية.

 

أهداف المنظمة

تعتمد منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” على التمويل الذاتي والتبرعات، وتبلغ ميزانيتها الإجمالية حوالي 3 ملايين دولار. تستخدم المجموعة هذه الموارد لتعزيز رؤيتها وأهدافها المتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة.

تعمل منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” على دعم دعوة المجتمع المدني الفلسطيني للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.

وتدعم المنظمة فكرة محاسبة إسرائيل وأي حكومة تنتهك حقوق الإنسان، وتعتقد أن الدعم العسكري والمساعدات الدبلوماسية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل تساهم في استمرار الاحتلال والقمع الفلسطيني.

وتشدد المنظمة على أن هدفها ليس ضد الشعب اليهودي بل ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية والسياسات التي تؤدي إلى الاضطهاد والظلم. تعتبر المنظمة نفسها جزءًا من حركة المقاطعة العالمية وتسعى لتحقيق تغيير سياسي واجتماعي من خلال زيادة الوعي والضغط الشعبي ضد إسرائيل.

وتدعم المنظمة الرواية الفلسطينية عن “النكبة” (في إشارة إلى قيام دولة إسرائيل باعتبارها “كارثة”)، وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض.

في يونيو/حزيران 2020، نشرت منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” في بوسطن رسماً كاريكاتورياً على صفحتها على فيسبوك يقول “أوقفوا سرقة الأراضي”، و”وقف تمويل الشرطة”، و”أوقفوا تمويل العنف من الولايات المتحدة ضد فلسطين”.

الصوت اليهودي من أجل السلام
وقفة إحتجاجية للمنظمة في مبنى الكونغرس الأميركي

 

رفض التمويل الأميركي للاحتلال

في سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” عريضة “قل لا لمليار دولار أخرى من التمويل العسكري لإسرائيل”. ودعت العريضة أعضاء الكونجرس إلى معارضة مليار دولار إضافية من التمويل العسكري للقبة الحديدية للحكومة الإسرائيلية التي ستصوت عليها.

وفي أغسطس/آب 2021، وقعت المنظمة رسالة إلى الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة، تدعو فيها إلى وضع حد لاستخدام إسرائيل سيئ السمعة للأسلحة والمعدات العسكرية من خلال فرض حظر شامل على الأسلحة على إسرائيل فوراً.

وفي يونيو/حزيران 2019، أطلقت “الصوت اليهودي من أجل السلام” حملة “dropanyvision”، التي تهدف إلى الضغط على ميكروسوفت “لقطع كل استثمارات شركة ميكروسوفت في AnyVision (الشركة الإسرائيلية).

وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، حصلت المنظمة على جائزة “المدافع عن الحرية” من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، وهي منظمة مناهضة لإسرائيل تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل.

وفي يناير/كانون الأول 2020، أشارت المنظمة إلى “خطة السلام” التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على أنها “خطة فصل عنصري”. وفقاً للحاخام أليسا وايز، نائب مدير “الصوت اليهودي من أجل السلام” الذي قال: “إنها حيلة إلهاء من قبل اثنين من دعاة الحرب الذين يمنحون الأولوية لحملاتهم الانتخابية الشخصية”.

وأضاف الحاخام: “إن القانون الدولي والإجماع العالمي وعقوداً من السياسة الأمريكية تتفق على أن الأراضي الفلسطينية ليست من حق ترمب أن يتنازل عنها أو أن يسرقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

في فبراير/شباط 2022، نشرت المنظمة بياناً دافعت فيه عن تقرير نشرته منظمة العفو الدولية يتهم إسرائيل بالفصل العنصري.

احتجاجات المنظمة أمام البيت الأبيض
احتجاجات المنظمة أمام البيت الأبيض

 

“لا يوجد إسرائيليون مدنيون”

في أغسطس/آب 2022، كانت “الصوت اليهودي من أجل السلام” من الموقّعين على رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تدين قرار الوزارة الإسرائيلية تصنيف ست منظمات غير حكومية فلسطينية منظماتٍ إرهابية.

في يناير/كانون الثاني 2017، أيدت المنظمة حملة ضغط من أجل إطلاق سراح الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً بتهمة ترأس “منظمة إرهابية غير قانونية”، فضلاً عن تورطه في التخطيط للعديد من هجمات الجماعة مثل اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

دعمت “الصوت اليهودي من أجل السلام” الناشطة الفلسطينية الأمريكية رسمية عودة خلال إجراءات ترحيلها واستضافتها كمتحدثة مميزة في اجتماع العضوية الوطني لعام 2017.

ابتداءً من سبتمبر/أيلول 2015، شاركت المنظمة في رعاية جولة محاضرات في الولايات المتحدة للناشط الفلسطيني باسم التميمي.

تتبنى المنظمة فكرة أن المسجد الأقصى مهدد “بسبب تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين، الذي تدعمه الشرطة والجيش الإسرائيليان” وأن إسرائيل “أججت نيران المقاومة الشعبية الفلسطينية من خلال تصعيد هجماتها ضد المسجد الأقصى”.

وتقول “الصوت اليهودي من أجل السلام”: “علينا أن نكون على استعداد لفعل أي شيء من أجل فلسطين، وليس فقط بالكلمات. علينا أن نكون مثل إخواننا، جنودنا في غزة، جنود المقاومة. حماس ليست إرهابية. إنهم الوحيدون الذين يقاتلون من أجل الفلسطينيين”.

وترى المنظمة إن فكرة “الإسرائيليين المدنيين” هي مجرد “أسطورة”. لا يوجد مدنيون إسرائيليون، ويمكن معاملة جميع الإسرائيليين كجنود في ساحة المعركة: والمستوطنون الصهاينة هم إما جنود حاليون أو مستقبليون في احتياطيات قوات الاحتلال الإسرائيلي أو قدامى المحاربين. ويقولون إن مشاعر الإبادة الجماعية تجاه غير اليهود متأصلة في اليهودية.

في مارس/آذار 2021، رحّبت منظمة المنظمة بقرار المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق رسمي في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها إسرائيل في دولة فلسطين.

في خطاب عام 2015 في جامعة ولاية بورتلاند، صرحت نائبة مدير “الصوت اليهودي من أجل السلام” السابقة سيسيلي سوراسكي أن العقيدة اليهودية التقليدية القائلة بأن اليهود يجب أن يكونوا “نوراً للأمم” “تستند إلى نظام التفوق العنصري والعرقي”، ويجب تفسيرها على أنها تبرير إلهي لـ”التطهير العرقي، وحتى الإبادة الجماعية”.

وتنشر المنظمة وجهة نظر مفادها أن اليهود الذين يتعاطفون ولو بشكل عرضي مع إسرائيل يحركهم التفوق الأبيض، والشوفينية العنصرية اليهودية، والتفوق الديني.

من أمام تمثال الحرية في نيويورك
من أمام تمثال الحرية في نيويورك

 

دعم حماس في طوفان الأقصى

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شهد اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، أصدرت المنظمة بياناً قالت فيه إن “مصدر كل هذا العنف” كان “الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي وتواطؤ الولايات المتحدة في هذا القمع”.

وفي مقابلات تلفزيونية، قال المدير التنفيذي للمنظمة ستيفاني فوكس والمديرة السياسية للمجموعة بيث ميلر: “إن إسرائيل كانت السبب الجذري للعنف”. وقالت أرييل كورين، الناشطة البارزة في المجموعة، إنها تعتقد أن تصرفات حماس تتفق مع “حق الفلسطينيين في المقاومة”.

وفي الأسابيع التي تلت الغزو والهجمات الوحشية على الفلسطينيين، نشطت فروع المنظمة على وسائل التواصل الاجتماعي ورعت أو شاركت في رعاية العشرات من المسيرات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما نظمت مسيرات في رود آيلاند، وفيلادلفيا، سانت لويس.

من احتجاجات المنظمة في محطة نيويورك
من احتجاجات المنظمة في محطة نيويورك

 

مواجهة الإنتقادات

تعرضت منظمة “صوت اليهود من أجل السلام” لانتقادات من بعض الجماعات اليهودية الأخرى، إذ وُصِفت بأنها “معادية للسامية” وتهدف إلى “محو” وجود إسرائيل. وفي عام 2017، نُشرت مقالات في صحف مثل “هآرتس” و”تايمز أوف إسرائيل” تنتقد المنظمة وتشير إلى أنها تتخطى الحدود وتدعم أولئك الذين قد يؤذون إسرائيل.

وتعرضت المنظمة أيضاً لانتقادات بسبب دعوتها لعودة رسمية، وهي عضو سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي جرت إدانتها في الماضي بدورها في تفجير محل تجاري في القدس ومقتل إسرائيليين. وجرى توجيه انتقادات أخرى للمنظمة بسبب تصريحاتها الداعمة لبعض الشخصيات الفلسطينية المدانة.

كما تعرضت “صوت اليهود من أجل السلام” لانتقادات من جانب التقدميين اليهود وأعضاء مجتمع المثليين، عندما عطّل بعض أعضائها موكب الاحتفال بإسرائيل في نيويورك.

تلك الاتهامات والانتقادات تُعد جزءاً من النقاشات والآراء المتنوعة بشأن الموقف تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، وتعكس تباين الآراء داخل المجتمع اليهودي وبين الجماعات المختلفة.

 

المصدر: موقع منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام + مواقع إلكترونية

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.