كنيسة القديس فيليب في غزة تتحول إلى مركز لإيواء الجرحى

ردنا – يستلقي مجموعة من الفلسطينيين المصابين بغارات إسرائيلية عشوائية على أسرّة ومقاعد خشبية داخل إحدى قاعات كنيسة القديس فيليب المبشر في البلدة القديمة بمدينة غزة.

وتحولت قاعة الكنيسة التابعة للأسقفية الأنجليكانية إلى مركز لعلاج مصابين فلسطينيين في الحرب العدوانية المتواصلة على مدينة غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد توقف غالبية المستشفيات عن العمل.

ويحصل المصابون على الرعاية الصحية الأولية داخل هذه الكنيسة، بعد خروج المستشفيات والمراكز الطبية العاملة في مدينة غزة عن الخدمة بفعل استهداف الجيش الإسرائيلي لها.

 

وتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المستشفيات والمراكز الطبية العاملة في قطاع غزة ضمن حربها المدمرة، وكان آخرها تحويل مجمع ناصر الطبي غرب خانيونس، الخميس، إلى “ثكنة عسكرية” بعد اقتحامه، وفق بيانات لوزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كنيسة القديس فيليب في غزة تتحول إلى مركز لإيواء الجرحى

ويستلقي الشاب محمد مصطفى أبو زور (38 عاما) على كرسي خشبي داخل قاعة الكنيسة، ويتلقى العلاج بعد إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلته في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

ويقول وملامح الإعياء واضحة على وجهه: “بعد قصف منزل العائلة غبت عن الوعي، وعندما استفقت وجدت نفسي داخل هذه القاعة وحولي عدد آخر من المصابين”.

ويضيف: “الخدمات العلاجية جيدة، لكنها بسيطة بسبب عدم وجود إمكانيات ومعدات ومستلزمات طبية، فالمكان غير مجهز للتعامل مع الجرحى او المصابين”.

 

ويؤكد على أهمية إعادة تشغيل المستشفيات العاملة في مدينة غزة لتقديم خدماتها العلاجية للمصابين والجرحى.

وتنقل غالبية الإصابات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية في مدينة غزة إلى المستشفى المعمداني الوحيد الذي ما زال يعمل بالمدينة ونتيجة للضغط الكبير على المستشفى المسيحي يتم نقل جزء من المصابين بجروح متوسطة إلى قاعة كنيسة القديس فيليب التي تعد ضمن المنشآت التابعة للمستشفى.

كنيسة القديس فيليب في غزة تتحول إلى مركز لإيواء الجرحى

الشاب خالد الشرقاوي (21 عاما) خرج لتوّه من الكنيسة التي تلقى فيها العلاج على مدار أسبوعين بعد إصابته بشظايا في مناطق متفرقة من جسده جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة في حي الرمال، غربي مدينة غزة.

ويقول الشرقاوي: “لم يكن هناك متسع في المستشفى فنقلوني إلى قاعة الكنيسة وهناك كان الممرضين يقدمون الرعاية الطبية لي ولعشرات من المصابين يوميا”.

ويضيف: “غادرت الكنيسة وأنا الحمد لله بصحة جيدة وسأعود إلى هنا مرتين كل أسبوع لتبديل ضمادات الجروح والتقرحات”.

ويشير إلى أن الفلسطينيين في مدينة غزة لا يجدون حتى المسكنات ويعانون بشكل كبير جراء خروج المستشفيات عن الخدمة بعد استهدافها من الجيش الإسرائيلي.

كنيسة القديس فيليب في غزة تتحول إلى مركز لإيواء الجرحى

الممرض محمد أسعد متطوع منذ 3 أشهر في المستشفى المعمداني ويعمل كذلك على تقديم الرعاية الطبية للمرضى المنومين في قاعة كنيسة القديس فيليب.

ويقول أسعد: “لم يكن أمامنا خيار آخر سوى نقل الجرحى إلى قاعة الكنيسة فغرف المستشفى وممراتها ممتلئة بشكل كامل”.

ويكمل: “المشرفون على الكنيسة هم من بادروا باستضافة الجرحى في قاعتها كما بادروا سابقا باستضافة أعداد كبيرة من النازحين المدمرة منازلهم. في غزة لا فرق بين مسلم ومسيحي كلنا شعب واحد”.

 

المصدر: الأناضول

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.