تايمز: انتصار غالاوي يكشف معارضة المسلمين لستارمر

ردنا – قالت صحيفة التايمز البريطانية إن دعم القضية الفلسطينية في المناطق الانتخابية الرئيسة طرح مشكلة غير متوقعة لزعيم حزب العمال كير ستارمر، وكانت نقطة البداية انتخاب سكان روتشديل لجورج غالاوي بأغلبية ساحقة، منهين بذلك سيطرة حزب العمال على المقعد الذي شغله منذ 2010.

وحصل غالاوي، بعد حملة ركزت بشكل مباشر على محنة الفلسطينيين، على أغلبية 5697 صوتا، مع احتلال مرشح مستقل غير معروف سابقا المركز الثاني، وحزب المحافظين المركز الثالث بفارق كبير، متقدما على مرشح حزب العمال أزهر علي، الذي تخلى عنه الحزب بعد الإدلاء بتعليقات تتنافى مع خط حزب العمال تجاه هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعلَّل العديد من أعضاء البرلمان من حزب العمال وبعض العاملين في مكتب ستارمر أنفسهم بأن انتصار غالاوي كان فريدا من نوعه، رغم أنه سلط الضوء على واقع سياسي مؤلم، يؤكد أن المعارضة تجاه ستارمر من داخل المجتمع الإسلامي حقيقية، ومن غير المرجح أن تنحسر طالما بقيت إسرائيل قضية بارزة.

 

شخصية فريدة

ويتمتع غالاوي (69 عاما) -وهو نائب سابق عن حزب العمال طُرد من الحزب بسبب معارضته لحرب العراق- بشخصية فريدة؛ حيث إنه دافع عن القضية الفلسطينية منذ رفع علم فلسطين خارج مجلس داندي في 1980.

وقد انتخب غالاوي لعضوية البرلمان من خلال حملة ضد السياسة الخارجية الغربية، واليوم ضد إسرائيل على وجه التحديد، في الدوائر الانتخابية التي يسيطر عليها حزب العمال التي تضم مجتمعات مسلمة فوق المتوسط؛ مثل: روتشديل التي وصف 21% من سكانها أنفسهم بأنهم مسلمون في التعداد السكاني الأخير.

نفّذ غالاوي حملته الانتخابية برفقة زوجته الرابعة، عالمة الأنثروبولوجيا الهولندية الإندونيسية بوتري غاياتري بيرتيوي، التي أنجب منها 3 من أطفاله الستة، ووصف معتقداته الدينية بأنها “مسألة شخصية”، بعد أن نفى في السابق مزاعم زوجة عمران خان السابقة عن اعتناقه الإسلام.

واستغل غالاوي –حسب الصحيفة- علنا بروز الصراع في غزة برسائل موجهة “إلى الناخبين من المسلمين في روتشديل”، قائلا إن التصويت لصالحه يمكن أن يساعد في إزالة ستارمر، “أحد كبار المؤيدين لإسرائيل”، وإن انتخابه “سوف يُسمع في جميع أنحاء العالم من شمال غرب إنجلترا إلى فلسطين”.

ولا يدّعي فريق ستارمر أنهم راضون عن أنفسهم، وقال مصدر إنهم “يدركون بشكل مؤلم” قدرة حرب غزة على إلحاق الضرر بالحزب داخل البرلمان وخارجه، وقد تجرأ ستارمر على الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة أخيرا، ولكن كثيرين في حكومة الظل شعروا أن الأمر لم يأت إلا بعد فوات الأوان، وأنه لم يحظ بأي ثناء بسبب مدى التردد الذي اتسم به.

 

المصدر: صحيفة التايمز

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.