فعاليات رمضانية في روسيا للتعايش والحوار بين الأديان

مسجد موسكو الكبير

ردنا – للإسلام في روسيا طعمه الخاص والمختلف، حيث إن المسلمين الروس يعيشون رمضان بكل تفاصيله، وقدوم الشهر الفضيل يشعرهم بالغبطة والسرور، ويتسم بتاريخ غني وتطور مستمر للتجربة الروسية الإسلامية.

تاريخ الإسلام في روسيا قديم ويعود إلى قرون مضت، حيث بدأت العلاقة بين الإسلام وروسيا في القرون الوسطى وعرفت روسيا الإسلام بواسطة التجار والسفراء المسلمين، وفي عام 18 هـ، دخل الإسلام بلاد ما وراء القوقاز الشرقي، وتم في عام 38 هـ فتح جميع بلاد القوقاز وانتشر فيها الإسلام بسرعة وتطورت البلدان الإسلامية في روسيا مع مرور الوقت، وشهدت تنامياً في الأعداد والتنظيم والممارسات الدينية، فيما أصبحت روسيا عضواً مراقباً في منظمة المؤتمر الإسلامي.

وأصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا، حيث يبلغ عددهم اليوم حوالي 26 مليوناً أي 15% من من سكان روسيا، فيما تشير التقديرات إلى أن المسلمين سيشكلون ثلث سكان روسيا عام 2050.

ويقطن معظم مسلمي روسيا في جمهوريات شمال القوقاز وجمهوريتي تتارستان وبشكيريا، إضافة إلى العاصمة موسكو ويتمتع المجتمع المسلم بحرّية ممارسة شعائرهم الدينية، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تنظم خلال الشهر الفضيل.

ويمارس المسلمون شعائرهم بحرية وتتوفر الأماكن المخصصة لتناول وجبة الإفطار في الأماكن العامة، ويتم تنظيم فعاليات مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين، لتعزيز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.

وتحتضن روسيا العديد من المساجد التاريخية والحديثة التي تعكس التنوع الثقافي والديني للمسلمين في البلاد، وتعد العاصمة موسكو التي لم تكن سوى مدينة صغيرة في القرن الـ12، وتحولت اليوم إلى إحدى أهم المدن الأوروبية بعمق تاريخي يمتد إلى أكثر من 850 عاما.. أكثر المدن ازدحاماً في العالم، ففيها كثافة مسلمة تصل إلى مليونين ونصف المليون مسلم من بين 10 ملايين ونصف مليون نسمة يعيشون فيها، لذا فقد بات الإسلام جزءا لا يتجزأ من روسيا، إذ أن هناك مسلما من بين كل 4 أشخاص تراهم في الشارع، ويوجد في موسكو 6 مساجد كبيرة، إضافة إلى 20 مسجداً صغيراً في أنحاء متفرقة منها.

ويتميز شهر رمضان في روسيا بالعديد من العادات والتقاليد المميزة، وتحظى المدن الروسية بتزيينات رمضانية جميلة وفعاليات مميزة، بالإضافة إلى قيام دار الإفتاء الاسلامي الروسي بأنشطة تخص رمضان، في مقدمتها إعداد قائمة بأسماء المحتاجين من كبار السن واليتامى والأرامل الذين تقدم لهم مساعدات نقدية وغذائية.

وتعد “خيمة رمضان” في موسكو من أهم مظاهر الشهر الفضيل، وهي تقام سنوياً منذ عام 2006 في حرم المسجد التذكاري بوكلونايا غورا وسط موسكو، وتستقبل أكثر من 45 ألف زائر خلال شهر رمضان المبارك، وتفتح الخيمة أبوابها لتقديم وجبات إفطار مجانية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية المكرسة للحوار بين الأديان، وفرصة للتواصل والتعارف في جو يطبعه الود والحب والتسامح.

وتوجد في عموم المدن الروسية عامة وفي العاصمة موسكو، خاصة اليوم الأسواق ومحال بيع الملابس النسائية الإسلامية، وتوجد أيضاً مراكز لذبح المواشي وفقاً للشريعة الإسلامية، وهناك مطاعم تقدم الطعام الحلال.

 

المصدر: مواقع إلكترونية

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.