مساعٍ لإبقاء المسيحيين في العراق بعد مغادرة 80% منهم
ردنا – أفاد تقرير نشره موقع “ذي ناشنال” الاخباري، بوجود مساع لبقاء المسيحيين في العراق رغم تناقص أعدادهم بنسبة 80%، وتحدث عن مقترح بإنشاء محافظة لهم ليديرون شؤونهم بأنفسهم من خلالها وتمثل حكماً ذاتياً لهم، وشدد على ضرورة إيجاد نظام انتخابي يضمن التمثيل الحقيقي لهم في البرلمان.
وذكر التقرير، أن “المسيحيين العراقيين من آشوريين وكلدان وسريان، الذين تناقصت اعدادهم على نحو كبير منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ما يزالون بعد عقدين من الزمن يكابدون من اجل الابقاء على وجودهم في البلد”.
وتابع التقرير، أن “للمسيحيين جذور عميقة في البلد خصوصا في منطقة سهل نينوى في شمالي العراق، ولكن الحرب عرضت أبناء الأقليات الدينية للخطر بشكل كبير”.
وأشار إلى أن “عشرات الالاف منهم اضطروا بعد الغزو الى ترك قراهم ومغادرة البلد، وازداد الامر سوءا عام 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل وقرى سهل نينوى”.
وأوضح التقرير ان “القلق يتزايد اليوم إزاء خطورة تعرض الوجود المسيحي للزوال. مع وجود تقارير تؤكد تناقص تعداد المسيحيين منذ الغزو الأميركي عام 2003 بنسبة تزيد على 80% ووصل عددهم الى 250 الف بعد ان كان تعدادهم يزيد على مليون و 500 الف مسيحي”.
وبيّن أن “مؤسسة (شلاما) وهي منظمة غير حكومية ترعى شؤون المسيحيين في عين كاوه، أفادت بأن التقديرات تشير الى ان المسيحيين المتواجدين في العراق اليوم من آشوريين وسريان وكلدان يبلغ عددهم 141 الف و346 مسيحيا فقط”.
ولفت التقرير إلى أن “الجهود الهادفة للحفاظ على تراث المسيحيين في العراق اشتملت على الدعوة لتأسيس منطقة مقتصرة على المسيحيين والأقليات الدينية في سهل نينوى”.
وتحدث التقرير عن “إطلاق الحكومة العراقية في حزيران عام 2014، مبادرة بتشكيل محافظة في سهل نينوى مهمتها حماية الأقليات الدينية، ولكن هذا الأمر توقف بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على الموصل في شهر حزيران من ذلك العام”.
وأكد أن “سقوط المدينة ترتبت عليه دعوات واسعة لإيجاد ملاذ آمن للأقليات الدينية، وذلك بعد اضطرار 125 ألف مسيحي على مغادرة أراضي أجدادهم والتخلي عن المدينة”.
وينقل التقرير عن “مؤسسة (شلاما) لشؤون المسيحيين انه منذ تحرير مدينة الموصل رجع كثير من المسيحيين لبيوتهم وشهدت قرى سهل نينوى نوعا من التقدم”.
وتابع أن “المنظمة أكدت أن كثيرا من أهالي سهل نينوى، كانوا قبل خمس سنوات فقط من سني النزوح، لا يعتقدون انهم سيتمكنون من العودة لبيوتهم في منطقة الحمدانية”.
واستدرك التقرير أن “كثيراً من الذين رجعوا وشاهدوا الدمار والخراب، قرروا البقاء على امل تحسن الأوضاع مستقبلاً، ومع تمويلات وتبرعات المنظمات الدولية شهدت معظم قرى سهل نينوى كثيرا من التطور”.
ولفت إلى “استعادة قرى وإعادة ترميم كنائس، وإصلاح طرق وتمت إعادة تأهيل أسواق ومنازل ومحلات تجارية”.
وشدد على أن “مناصرين للمسيحيين يقولون إن وجود تمثيل سياسي للآشوريين والكلدان والسريان في البرلمان العراقي هو أمر حيوي للمضي قدما في تحقيق مصالح هذه المجاميع”.
وقالت مديرة وعضو هيئة جمعية المساعدات الاشورية في أميركا كارميلا بوراشان، إن “التمثيل الحقيقي للآشوريين في البرلمان يساعد على الدفع بتشريع قوانين محددة تدافع عن حقوق الآشوريين”.
وأضافت بوراشان، أن “انتزاع ملكية الأرض هي خسارة بالنسبة لشعبنا وخسارة مقاعدنا في البرلمان تضع أبناء طائفتنا في موقف حرج من دون أي صوت لهم”.
في حين اكد احد مسؤولي وحدات حماية سهل نينوى، وهو أثرا كادو، ان “جهوداً بذلت لتغيير قوانين الانتخابات”.
وتابع كادو، أن “التعديلات قد تضمن بان المقاعد الخاصة بالمسيحيين في البرلمان يصوت عليها أبناء الطائفة فقط”.
وأشار كادو إلى “العمل بجد على تغيير هذه القوانين في الانتخابات القادمة ليكون ابناؤنا فقط من لهم الحق بالتصويت على هذه المقاعد المخصصة للمسيحيين”.
وأوضح كادو أن “المسيحيين العراقيين ليس لهم مستقبل في أي مكان خارج بلدهم الام العراق”، متابعاً “اذا ذهبنا الى اميركا أو أي مكان آخر، فلم نعد نعتبر مسيحيين عراقيين بل مسيحيين أميركان أو المان، لن يكون لنا مستقبل في أي مكان آخر سوى بلدنا، وهذا ما أظنه، لهذا السبب نحاول العمل على أن يكون لنا مستقبل هنا”.