مطاعم بريطانية تقدم المأكولات الحلال خلال شهر رمضان

ردنا – أصبح شهر رمضان الكريم يحظى بأهميةٍ متزايدة داخل المملكة المتحدة ولندن، فقبل 20 عاماً، كانت المطاعم الملتزمة بالتقاليد الإسلامية في العاصمة البريطانية، إما شرق أوسطية أو هندية في المعتاد، بينما الآن يمكن العثور على كل ما تشتهيه الأنفس تقريباً، حيث أصبح كثير من المسلمين يختارون الإفطار في شهر رمضان في هذه المطاعم التي تقدم مأكولات حلالاً، حسب ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.

ولا شك أن قرار تقديم الطعام الحلال هو قرار منطقي من الناحية المالية بالنسبة لمشغلي المطاعم. إذ أنفق نحو 1.9 مليار مسلم حول العالم نحو 1.27 تريليون دولار على الطعام الحلال في 2021، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم ليبلغ 1.67 تريليون دولار بحلول 2025، وفقاً لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2022. بينما يعيش نحو 1.3 مليون مسلم داخل لندن، بحسب مكتب الإحصاء الوطني، أي ما يعادل نحو 15% من سكان العاصمة.

ويتوفر الطعام الحلال بصورةٍ متزايدة داخل قوائم الطعام بحسب ليلى حسن علي، التي أطلقت مدونة Halal Girl About Town عام 2013. ويمتد هذا الأمر إلى سلاسل المطاعم مثل Nando’s، التي يقدم عدد متزايد من فروعها الدجاج الحلال فقط. ويشمل الأمر كذلك سلسلة Pizza Pilgrims التي تقدم الببروني الحلال، وسلسلة Honest Burgers التي تقدم الدجاج الحلال في كل فروعها. وتستطيع المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان، مثل Frog by Adam Handling، تقديم اللحم الحلال في حال إخطارها قبل الموعد بـ48 ساعة.

وبالنسبة للمسلمين الذين بدأوا صيام الشهر رمضان الكريم في 22 مارس/آذار، فلا شك أن زيادة خيارات الإفطار تمنحهم فرصة الاستمتاع بتناول خيارات متنوعة، بخلاف الطعام الهندي أو الشاورما.

طعام الشوارع في العاصمة لندن

 

ولنأخذ مطعم المشويات Honey & Smoke في شارع غريت بورتلاند بلندن كمثال. إذ يديره الزوجان إيتامار سرولوفيش وساريت باكر. وقد قرر طهاة المطعم إعادة تصوُّر قائمة طعامهم والحصول على لحمٍ حلال، من أجل هذه المناسبة خصيصاً وطوال الشهر. وقال سرولوفيش: “يمثل المسلمون الكثير من زبائننا”. وتزداد شعبية قائمة الطعام المحددة التي خصصها المطعم للإفطار، والتي يقدمونها منذ عام 2019، لدرجة أن رواد المطعم من غير الصائمين يطلبونها أيضاً بحسب سرولوفيش. ويبلغ سعر قائمة الطعام المحددة 80 دولاراً للفرد، وهي مصممة لتخفيف الجوع عن الصائمين.

ورغم نجاح وجبة الإفطار التي يقدمها الثنائي، لكنهما لن يقدما الطعام الحلال طوال العام. وفسّر سرولوفيش الأمر قائلاً: “من الصعب والمكلف للغاية أن تعثر على لحوم حلال عالية الجودة”.

وازدادت شعبية قوائم الإفطار المحددة في لندن، لتحل محل القوائم حسب الطلب وعروض حساء العدس المجاني في المطاعم الشرق أوسطية. وأصبح هذا الخيار متاحاً اليوم في مطاعم مثل Great Chase، الذي يقدم قائمة طعام بريطانية تركز على اللحوم، وتبلغ تكلفة وجبة الإفطار بلحم الصدر البقري على نار هادئة حوالي 49 دولاراً. ويتخصص مطعم Guanabana في المطبخ الكاريبي واللاتيني، ويقدم طبقاً لفردين بسعر 49 دولاراً. كما يُوفر الإفطار المفتوح التابع لمشروع خيمة رمضان فرصةً لتناول الطعام بشكلٍ جماعي خلال الشهر، وذلك داخل متحف فكتوريا وألبرت أو ملعب ويمبلي أو ميدان ترفلغار.

بينما تفضل أسما خان خيار القائمة حسب الطلب الأكثر تقليدية، حتى تمنح رواد مطعمها خيارات متنوعة، فهي مالكة المطعم الهندي المعشوق من المشاهير Darjeeling Express. وليس تقديم اللحم الحلال مجرد طريقة للترحيب برواد المطعم واحترام معتقداتهم فحسب، بل هي خطوة منطقية من الناحية الاقتصادية. وقالت: “أستقبل طاولات كبيرة من الشباب المسلم الذي يمكنه أكل الأخضر واليابس على الطاولة. وعادةً ما تكون فاتورتهم كبيرة بقدر الطاولة المجاورة التي يشرب فيها الناس الخمور، بينما يكتفون هم بتناول الطعام وشرب الماء”.

وبالنسبة لسلسلة المطاعم الشهيرة Dishoom، التي تستمد الإلهام من المقاهي الإيرانية في مومباي، فهي تقدم خيارات حسب الطلب بدلاً من قائمة الإفطار المحددة على أطباقها التي تعتبر حلالاً بالكامل تقريباً -رغم وجود لحم الخنزير المقدد في بعض عناصر القائمة. بينما تُقدم بعض التمر والشاي للناس الواقفين في الطابور.

وقالت أسما إن أزمة تكاليف المعيشة الحالية قد تعني أن بعض المطاعم -كمطعمها- لن تستقبل الحشود المعتادة في رمضان. وأوضحت أسما أن الشهر يعرضهم لتحديات خاصة، مثل ضمان ألا ينتظر الناس وجباتهم لفترةٍ طويلة مثلاً.

وعلى الناحية الأخرى، فقد منح كوفيد-19 فرصةً للمطاعم الحلال حتى تبتكر أكثر، بحسب ليلى. وأشارت تحديداً إلى صناديق الوجبات الجاهزة الرمضانية، مثل تلك التي يقدمها مطعم Indi-Go Rasoi ومطعم Dilpasand، والتي تُتيح للصائمين الحصول عليها في طريقهم إلى المنزل. وأوضحت: “هذا بديلٌ يبدو أبسط قليلاً من الاضطرار لتجهيز الأسرة بالكامل للخروج”.

 

المصدر: bloomberg + arabicpost
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.