فرنسا تريد إسلاماً على مقاسها ومسلمين بمواصفاتها

ردنا – قال المفكر الفرنسي البارز، والباحث الأول في “المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فرانسوا بورغا، إن “فرنسا تريد إسلاما على مقاسها ومسلمين بمواصفاتها الخاصة”، مؤكدا أن الرئيس إيمانويل ماكرون تبنى أجزاءً كثيرة من الخطاب المتطرف، وأصبح خطاب المعارضة اليمينية المُتشدّدة هو نفسه الخطاب الرسمي للدولة.

وفي مقابلة صحفية، لفت بورغا إلى وجود حملات ممنهجة لمحاولة تجريم كل المنظمات المرتبطة بالفرنسيين المسلمين، مستنكرا مزاعم البعض عن مصادر تمويل أنشطة “الإسلام السياسي” في فرنسا وأوروبا، ومشددا على أنها “ادعاءات واهية لا صحة لها ودعاية مختلَقة”.

وأشار بروغا إلى أن “الحملات المعادية للإخوان موجودة منذ تأسيس الجماعة (بمصر عام 1928)، وهي استمرار للخطاب العنصري ضد المسلمين عامة، غير أننا دخلنا مرحلة جديدة من الحملات منذ عام 2020، عندما ظهرت أعراض ما تُسمى “الإسلاموفوبيا“، إثر انتقال اليمين المتشدّد من المعارضة إلى الحكومة، وقد تبنى الرئيس ماكرون أجزاءً كثيرة من الخطاب المتطرف، وأصبحت توجد حالة تماهٍ بين خطاب المعارضة اليمينية المتشدّدة وخطاب الدولة الفرنسية الرسمي”.

وتابع “مشكلة الحكومة الحالية أن ماكرون تم انتخابه بواسطة أقلية من الفرنسيين ما صوتوا له إلا رفضا لحزب اليمين المتطرف. لكن الشرعية الديمقراطية لهذه الحكومة ضعيفة، لذا يلجأون إلى استعمال العنف ضد المتظاهرين، وهذا مع الأسف قاسم مشترك مع عدد من الأنظمة في العالم”.

وحول تنامي الوجود الإسلامي في فرنسا، قال بروغا أن “فرنسا الآن تعيش مرحلة الخروج من فترة الهيمنة الاستعمارية، لذلك على الفرنسيين أن يدركوا أن الجيل الثاني والثالث والرابع من الشعوب التي كانت مُستعمرة بدأوا يرفعون أصواتهم ويطالبون بحقوقهم، وبينها المشاركة في كتابة هذه الفترة التاريخية والتعبير عن ذواتهم بمختلف الأشكال”.

وأضاف “فرنسا بلد مسيحي، لكن عددا كبيرا من الناس يترك الدين المسيحي، بينما أعداد المسلمين في أوروبا باتت في تزايد، وهذه ظاهرة ديموغرافية واجتماعية طبيعية. ذلك غير قابل للإنكار رغم عدم وجود إحصاءات موثوقة. أما نظرة البعض لهذه الزيادة باعتبارها خطرا، فهذا لا سند له غير العنصرية والاستعلاء”.

ولفت إلى أن “من خصائص المشهد الاجتماعي السياسي في فرنسا أن اليمين المتشدّد يملك 85% من وسائل الإعلام الكبرى، فكل القنوات الإخبارية التلفزيونية بيد اليمين المتشدّد”.

 

المصدر: الخليج الجديد
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.