بسبب مشاكلها المالية.. طالبان تبيع تذاكر لزيارة أنقاض تمثال بوذا

ردنا – في عام 2001، أعلن الملا محمد عمر، مؤسس حركة “طالبان”، أن البوذيين لديهم آلهة زائفة، وأعلن عن خطط لتدميرها.

وفي تجاهل للنداءات القادمة من جميع أنحاء العالم، شرع مقاتلو “طالبان” بتفجير المتفجرات وإطلاق المدافع المضادة للطائرات، لتحطيم التماثيل الهائلة التي تعود إلى القرن السادس.

فاجأ الهجوم على النصب التذكاري القديم الثمين المجتمع الدولي، وعزز سمعة حركة طالبان باعتبارها حركة أصولية متطرفة لا هوادة لديها.

مع عودة الحركة إلى السلطة، تحمل مقاطعة باميان أهمية رمزية واقتصادية جديدة للمنطقة التي تعاني من شح في السيولة النقدية، حيث يرى المسؤولون أن بقايا تماثيل بوذا تمثل مصدراً مربحاً محتملاً للدخل، ويعملون على جذب السياحة حول الموقع. وهم يشيرون إلى أن جهودهم ليست مجرد إيماءة لعلماء الآثار، وإنما تعكس أيضاً نظاماً أكثر براغماتية الآن مما كان عليه عندما الحكم للمرة الأولى في الفترة من 1996 إلى 2001، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

يقول عطاء الله عزيزي، نائب وزير الثقافة في حركة طالبان، في مقابلة أجريت معه: “باميان والبوذيون على وجه الخصوص لهما أهمية كبيرة لحكومتنا، تماماً كما هما للعالم”.

تمثال بوذا قبل تفجيره عام 2001

 

وأضاف أن هناك أكثر من 1000 حارس مكلفين بحماية التراث الثقافي في جميع أنحاء أفغانستان، مما أدى إلى تقييد الوصول والإشراف على مبيعات التذاكر. فوجئ موظفو المتحف الوطني في كابول، الشهر الماضي، برؤية كبار مسؤولي “طالبان” في افتتاح قسم بارز في المتحف مخصص للآثار البوذية.

لكن أعضاء آخرين في طالبان يكافحون من أجل تبني قطع أثرية لا يزالون يعتبرونها تجديفاً دينياً. قال عبد الله سرهادي، حاكم ولاية باميان، إنه ملتزم بالحفاظ على التراث الثقافي لأفغانستان، بيد أنه أضاف أنه يتعين توجيه السائحين إلى مواقع أخرى.

فيما قال سرهادي، الذي يقول إنه كان معتقلاً لدى الولايات المتحدة في خليج “غوانتانامو”، في مقابلة معه: “نحن مسلمون، وينبغي تنفيذ أوامر الله”، ودافع عن الأمر بتدمير تماثيل بوذا باعتباره “قراراً طيباً”.

بالنسبة لعلماء الآثار، فإن باميان اختبار لمعرفة ما إذا كان التراث الثقافي الغني في أفغانستان، والذي يشمل أيضاً المعابد اليهودية والتحف الأثرية الهندوسية، يمكن أن يستمر في البقاء بعد عودة حركة طالبان، ولكن يمكن أن يساعد أيضاً في الإجابة عن سؤال أوسع نطاقاً: ما نوع الحكومة التي يريدها النظام هذه المرة؟ وإلى أي مدى تغير بالفعل منذ عام 2001؟

 

المصدر: واشنطن بوست
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.