ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وتآلف الأديان

في هذه الأيام الحسينية، ونحن نشم عبق ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإننا لا بد وأن ندرك حقيقتها، لأن استذكارها ليس استذكاراً تاريخياً لواقعة حصلت قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، وإنما نستذكر معانيها وغاياتها حتى نستنير بها ونحن نعيش حاضرنا، وهذا سبب بقائها وديمومتها.

ومن الإشارات التي نقتبسها من اقباس الثورة الحسينية، دلالتها في تآلف الأديان السماوية تحت راية الثورة الحسينية، والتآلف كما تعرفه معاجم اللغة العربية بانه اجتماع قومٍ على وئام وإخاء.

وهذا القبس الحسيني يتجلى بوجود الشهيد الحسيني (وهب المسيحي) الذي استشهد بين يدي الامام الحسين، فهو كان على دينه المسيحي عندما نوى الدخول الى المعركة والانتماء الى الحسين (عليه السلام).

ولا يغيّر من ذلك إن أعلن إسلامه أم بقي على دينه، فإن الشاهد والعبرة بأن عقيدته المسيحية لم تمنعه من الوقوف مع الحق عندما تيقن ضميره أن الحق مع الامام الحسين (عليه السلام).

وموقف الامام ابي عبدالله تجاهه وتجاه امه، خير مُعبِّرٍ عن سماحة الإسلام وقبوله بالآخر مهما كانت عقيدته، طالما انها من السماء وتؤمن بوحدانية الله عز وجل، وهذه صورة عملية لتآلف الأديان وتماثلها في الوقوف مع الحق قبل مئات السنين من صدور مواثيق واتفاقيات الأمم المتحدة والعالم المتحضر.

فسلام على الحسين وعلى أصحاب الحسين المستشهدين بين يديه، ومنهم الشهيد وهب المسيحي.


القاضي سالم روضان الموسوي
مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.