حملة صينية لهدم وتغيير الملامح الإسلامية للمساجد

مسجد دوديان قبل تعديل قبابه (AFP)

ردنا – كشف تحقيق بصري يعتمد على صور الأقمار الصناعية لآلاف المساجد في الصين، عن سياسة واسعة النطاق تتمثل في تجريد المباني من ملامحها الإسلامية، واستبدالها في بعض الحالات بالتصاميم الصينية التقليدية، بالإضافة إلى هدم بعض المساجد.

ويُظهر التحقيق الذي أجرته صحيفة الفايننشال تايمز لـ 2312 مسجدًا تتميز بالعمارة الإسلامية، أن ثلاثة أرباعها قد تم تعديلها أو تدميرها منذ عام 2018.

وتقول الحكومة إن التغييرات تهدف إلى تحديث المساجد و”مواءمتها” مع الثقافة الصينية.

ويتطرق التقرير إلى مسجد دوديان في بكين، بقبابه المذهلة ومآذنه المزخرفة، أحد أعظم المساجد في شمال الصين، لكن في وقت سابق من هذا العام، أزيلت مآذنه، واستبدلت قبابه بمخاريط على طراز الباغودا، وتم تربيع أقواسه ذات الطراز الإسلامي.

وعلى بعد أكثر من 1000 ميل في مسجد دوديان على مشارف العاصمة بكين، تظهر شاشة عرض معلومات الزوار عن غير قصد التغيير الدراماتيكي في مظهر المسجد: تمت تغطية صورة ذات إضاءة خلفية للمبنى القديم مع صورة حديثة.

مسجد دوديان عام 2017

 

مسجد دوديان عام 2023

وإلى جانب إزالة معالمه المعمارية، اختفت معظم الزخارف الإسلامية التي كانت تزين واجهة المسجد في وقت سابق وأصبح تصميمه الخارجي يطغى عليه العدد الكبير لكاميرات المراقبة.

وفي المنطقة الغربية من نينغشيا، يظهر تحليل الأقمار الصناعية أن أكثر من 90 في المائة من المساجد التي تحمل الهندسة المعمارية الإسلامية قد تمت إزالتها.

وفي مقاطعة قانسو الشمالية الغربية، يتجاوز الرقم 80 في المائة.

وتقول هانا ثيكر، مؤرخة الإسلام في الصين بجامعة المملكة المتحدة: “إن إزالة قباب المساجد هو الجانب الأكثر وضوحًا في سياسة الإضفاء الطابع الصيني، التي تستهدف إعادة صياغة واسعة النطاق للعلاقة بين الحزب والدين”.

وتقول بكين إن سياساتها في شينجيانغ ضرورية لـ”مكافحة الإرهاب” وتحقيق الوحدة وتعزيز التنمية الاقتصادية كما تم استخدام الترويج للقيم الثقافية المشتركة لتبرير إزالة الميزات التي تعتبر غير صينية من المساجد في بقية أنحاء البلاد.

ويعيش في الصين ما يقدر بنحو 20 مليون مسلم في حين أن الإيغور في شينجيانغ ربما يكونون الأكثر شهرة. وفرضت السلطات الصينية قيودا على المسلمين في شينجيانغ بدرجات متفاوتة على مدى العقدين الماضيين.

 

المصدر: فايننشال تايمز + وكالات

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.