إنتقادات كنسية واسعة لوثيقة الفاتيكان بشأن”الأزواج المثليين”

ردنا – أثارت الوثيقة التي أصدرها مجمع العقيدة والإيمان في الفاتيكان، منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، والتي تنص على السماح للكهنة الكاثوليك بـ”تقديم البركات للأزواج المثليين”، موجة إنتقادات واسعة النطاق في الأوساط الكاثوليكية بمختلف أنحاء العالم، حيث رفض أساقفة كاثوليك تنفيذ ما جاء في الوثيقة، مؤكدين أنها تخالف تعاليم الكتاب المقدس بشكل صريح.

 

“متناقضة ذاتيا”

ففي ألمانيا، قال الكاردينال الألماني “جيرهارد مولر”، الذي ترأس مجمع العقيدة والإيمان سابقاً، إن الوثيقة “متناقضة ذاتياً لأنه لايزال يقول إن العلاقات المثلية تتعارض مع شريعة الله، بينما تسمح للأزواج المثليين بالحصول على  البركة”.

وكتب مولر في مقالة نشرت في وسائل الإعلام الدينية يقول: “لا يمكن للكنيسة أن تحتفل بشيء وتعمل شيئاً آخر”.

من جهته، قال مؤتمر الأساقفة البولنديين، وهو من أكثر المؤتمرات المحافظة في أوروبا ونقطة مرجعية خارج القارة نظراً إلى انتماء البابا يوحنا بولس الثاني لهم، إنه ليس لديهم خطط لمنح البركات للأزواج المثليين.

وفي الولايات المتحدة، قال رئيس أساقفة فيلادلفيا السابق “تشارلز شابوت” إن وثيقة الفاتيكان الأخيرة “هي ممارسة مزدوجة الاتجاه في تأكيد وتقويض التعاليم الكاثوليكية حول طبيعة البركات وتطبيقها على العلاقات “غير المنتظمة” في نفس الوقت”.

وأضاف أنه “سواء كان المستمع مسرورًا أو غاضبًا من نص الفاتيكان الأخير، فإن التداعيات العملية هي موجة من الارتباك في مجرى دم الكنيسة في عيد الميلاد وهو موسم مخصص للفرح، ولكنه الآن متشابك مع الإحباط والشك والصراع”.

 

“جريمة ضد إرادة الله”

ورفض أساقفة الكاميرون الكاثوليك، وثيقة الفاتيكان بشكل قاطع، مؤكدين أن المثلية الجنسية، نوع من تزييف الأنثروبولوجيا البشرية، وتستخف بالجنس والزواج والأسرة، أساس المجتمع.

واعتبر أساقفة الكاميرون أن المثلية الجنسية  ليست حقاً من حقوق الإنسان، بل إنها خلل يلحق ضرراً بالغاً بالإنسانية، لأنه لا يرتكز على أية قيمة خاصة بالإنسان، ووصفوا الفعل بأنه “رجاسة”.

وأكد الأساقفة “إننا نحظر رسمياً جميع بركات ’الأزواج المثليين‘ في الكنيسة الكاثوليكية في الكاميرون”.

فيما قال مؤتمر أساقفة زامبيا إن بركات الزوجين المثليين “ليست قابلة  للتنفيذ في زامبيا”، وأن البركات من أي نوع لن يسمح بها.

وشدد المؤتمر على أن الزواج يظل مجرد اتحاد بين رجل وأمراة، وأن الأفعال الجنسية خارج هذا الزواج هي دائماً جريمة ضد إرادة الله، والعهدة على بيان المتحدث باسم الأساقفة البولنديين الأب ليزيك جيسياك.

أما رئيس الكنيسة الكاثوليكية الشرقية في أوكرانيا، فقد أكد أن الوثيقة التي أقرها البابا فرانسيس بابا الفاتيكان هذا الأسبوع والتي تسمح بمباركة للأزواج المثليين لا تنطبق على كنيسته وتعاليمها.

وأضاف رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك إن وثيقة الفاتيكان ‘تفسر المعنى الرعوي للبركات في الكنيسة اللاتينية’ لكنه لم يشر إلى القضايا التي تحكم الكنيسة الشرقية أو الكنيسة اليونانية الكاثوليكية.

وتابع شيفتشوك في بيان “ينطبق هذا الإعلان فقط على الكنيسة اللاتينية وليس له قوة قانونية على أتباع الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الأوكرانية”.

وأضاف إن البركة لا يمكن فصلها عن تعاليم الكنيسة و”لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول الأسرة باعتبارها اتحاد حب مخلص وغير قابل للانفصال وخصب بين رجل وامرأة”.

 

“خداع عظيم”

فيما وصف الأسقف الكازاخستاني اثناسيوس شنايدر، الوثيقة بأنها “خداع عظيم”، وقال إنه يجب على الكهنة أن يكونوا على دراية “بالشر الكامن في السماح بمباركة الأزواج الذين هم في أوضاع غير قانونية والأزواج المثليين”.

وفي المملكة المتحدة، أصدرت منظمة تمثل نحو 500 كاهن كاثوليكي في بريطانيا رسالة موقعة تؤكد من جديد تعاليم الكنيسة في ما يتعلق بالزواج والارتباط بين المثليين، وتشير إلى أن هذه الوثيقة تحدث ارتباكاً واسع النطاق.

 

الفاتيكان يكتفي في الرد بتكرار بنود الوثيقة

من جهته، رد الفاتيكان، في منشور أصدره مجمع عقيدة الإيمان، الخميس الماضي، على الانتقادات الواسعة للكنائس الكاثوليكية بشأن إعلانه مباركة “الأزواج المثليين”.

واكتفى المنشور بتكرار بنود الوثيقة، وأن فرنسيس لم يفتح الباب إلا “لمباركة الأزواج المثليين طالما أنهم لا يشكلون جزءا من الطقوس الكنسية العادية ولا ينبغي أن تكون المباركة مرتبطة بزواج مدني”.

ولفت إلى أن “العلاقات الجنسية لا تعتبر مسموح بها إلا في إطار الزواج بين رجل وامرأة”.

وأشار مجمع عقيدة الإيمان في الفاتيكان أيضا إلى أن فرنسيس يمنح الكنائس المحلية حرية كبيرة في كيفية تطبيق المبادئ التوجيهية الجديدة بشأن البركات.

 

المصدر: ردنا

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.