اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان تعقد لقاء “الأخوة الإنسانية”

ردنا – أقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، لقاء حول “الأخوة الإنسانية: مسيرة ومشاركة”، في المركز الإسلامي الثقافي بحارة حريك، لمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، بدعوة من رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان المطران مار متياس شارل مراد.

وشارك في اللقاء السيد علي فضل الله وشخصيات إسلامية ومسيحية وأعضاء اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي وإعلاميين.

والقت الإعلامية ليا عادل معماري كلمة رحبت بالحضور ولخصت كلمتها بقول مقتبس من أقوال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، “ما بين النحن والانتم تذوب الواو وتختفي، ونصبح نحن أنتم وأنتم نحن”، مؤكدة ان هذا القول وغيره ينطبق تماماً على مضمون وثيقة الأخوة الإنسانية.

بدوره قال المطران مراد في كلمته: “إننا كلجنة أسقفيّة للحوار المسيحي الإسلامي، أردنا أن نسير على خطى قداسة البابا فرنسيس الذي، منذ الأيام الأولى لتوليه منصبه، وضع الحوار وتحسين العلاقات الإسلامية المسيحية نصب عينيه، كإحدى أولويات بابابويته، وهو بلقائه شخصيات إسلامية من مختلف المذاهب، خلال جولاته العديدة أراد أن يبعث برسالتين، الأولى للمسلمين، ليقول لهم أنه أخوهم، يحبّهم، ويدعمهم؛ أما الثانية فتتوجه للمسيحيّين ليريهم ما يمكن للقاء محب عابر للأديان أن يكون، ومعنى أن تفتح يديك لـ”الآخر”.

وألقى السيد علي فضل الله كلمة بعنوان “الأخوة الإنسانية في ضوء الدين وتحديات الواقع”، قال فيها: “إن الأخوة قد يختلفون في أفكارهم وأديانهم ومذاهبهم ولكنهم يتحابون ويتعاونون ويتقاسمون العيش ويسدد بعضهم بعضاً وإن اختلفوا يحافظون على البيت الذي يجمعهم إلا في حالات استثنائية وليست هي القاعدة. لقد جاءت الأديان لتعزز هذه القيمة في النفوس”.

وأضاف “كان طبيعيا أن تنطلق وثيقة الإخوة الإنسانية من قيادات فاعلة على الصعيد الإسلامي المسيحي وأن نكون نحن الآن من يتحدثون عنها وذلك في مواجهة من يعمل أن يحرف الدين عن دوره الإنساني ويحوله إلى مشكلة بدلا من أن يكون حل، وقد دعت النصوص الإسلامية والمسيحية إلى تعزيز قيمة الإخوة وعندما عززت في المجتمع لغة الحوار عند الاختلاف، واعتبرت أن الاختلاف لا يعني التباعد والتحاقد أو أن يصل إلى القتل والقتال”.

وأشار إلى أننا “أحوج ما نكون في هذا العالم إلى لمسة الأخوة هذه التي من خلالها يستعيد العالم إنسانيته وحتى يبقى أي خلاف أو نزاع يحصل فيه محكوما بمشاعر الأخوة وبالطبع سوف يساهم في التخفيف من كل هذه النزاعات والحروب والفتن وان لم يؤد إلى علاجها وانهائها سيساهم في خلق جو من التعاون بين البشر ويحقق السلام بينهم”.

وتابع “نحن علينا مسؤولية كبيرة بنشر قيم وتعاليم هذه الأديان وعلى إبقاء الدين رحمة للعالمين وعامل امان وساعيا لمد الجسور والتواصل بين تنوعاته وان يمنع كل من يريد العبث بمعانيه الروحية والأخلاقية والإنسانية وان يستخدم أداة للسيطرة والظلم كما شهدنا من كان يهدد ويقتل ويدمر تحت عناوين الإسلام أو المسيحية وليكن الدين كما أراده الله وكما دعا إليه كل الرسل والأنبياء نقيا صافيا مشرقا داعيا للعدل الإنساني ومبشرا بالرحمة والمحبة والتي نريد أن نأسس عليها أخوة إنسانية راسخة”.

بدوره، أكد مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي في كلمته التي حملت عنوان “التعايش المسيحي الإسلامي على ضوء وثيقة الأخوة الانسانية”، أننا و”في زمن الصراع بين القوى العالمية، ومحاولات النيل من كرامة الإنسان، تأتي هذه الوثيقة، لتؤكد أنه لا انسان بلا أخوة ولا انسانية بل كرامة. ومسيرة الإنسانية تتطلب ان تكون لغة الدين اساساً ينبني عليه حفظ الحقوق وأداء الواجبات ومراعاة الخصوصيات دونما انتهاك لحرمات ولا تعد على محرمات. مشيراً إلى أن التعايش المسيحي الإسلامي ينطلق من مبادئ الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية، وفيما يمس حياة الإنسان، وفق مبادئ كرامة الإنسان، والعدل ورفع الظلم، والحرية الدينية “.

من جهته، تناول ممثل الطائفة الدرزية في المركز الحبري للحوار الإسلامي المسيحي في الفاتيكان وممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في لقاء الأخوة الإنسانية الشيخ عامر زين الدين، موضوع” الأخوة والقيم الإنسانية”، وقال: “ان الوثيقة لم تكن سوى ترجمة حية واقعية، للانفتاح الفكري والثقافي، كونها وضعت مبادئ أخلاقية، في إطار من التسامح، وشتى معاني قبول الآخر والتعايش السلمي، استشرف صانعاها باكرا مآل هذا الواقع المضطرب، الذي يقف على شفا جرف هاوية العبث والحطام، فخطا بمداد من ذهب، وصايا أمام مسؤولية الله والتاريخ، مهما تعددت مفاهيمها وتفسيراتها، فإن غاية مقاصدها، إنما تشكل انتصاراً للحق وسائر المظلومين البؤساء والمقهورين. وبالتالي ان مفهوم الأخوة شكل من خلال تلك الوثيقة، باقة قيم يبقى أرقاها الأخوة الانسانية”.

أما الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، فقدم موضوع بعنوان” الاشراك في الحياة والأخوة الإنسانية-دور مجلس كنائس الشرق الأوسط نموذجاً” وتطرق الى مبادرات المجلس في هذا الإطار.

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.