جلسة طارئة بمجلس الأمن لمناقشة انتهاكات كيان الإحتلال

 

ردنا – عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة انتهاك الاحتلال الصهيوني للوضع القائم في القدس المحتلة، بطلب أردني فلسطيني مشترك، وعبر المندوب العربي في المجلس الإمارات، وكذلك الصين.

وجاء الطلب عقب اقتحام وزير الأمن الداخلي للاحتلال، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى الثلاثاء الماضي.

وقال مندوب الصين خلال الجلسة إن “ما نشهده الآن ليس السبيل الأمثل لبدء العام الجديد، وأقول للمسؤولين الإسرائيليين الحكوميين الذين دخلوا باحات المسجد الأقصى المبارك، نحن يعترينا القلق من أي تصرفات أو أي أفعال أحادية الجانب تؤدي لتصاعد التوترات، ما ينذر باشتباكات ومواجهات تمس بالوضع الديني للمقدسات”.

وأضاف المندوب الصيني أن التصرفات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين “أدت إلى تأجيج العنف، ونحن ندعو للهدوء وضبط النفس؛ لتجنب مزيد من التصعيد، وعلى إسرائيل الابتعاد عن أي تصرفات تؤدي إلى تأجيج الوضع وكل ما ينتهك القانون الدولي، والصين تدين أي تدابير تغير الطابع القائم في القدس، وكذلك كل التغيرات في الأراضي المحتلة، ويجب احترام دور العبادة ودور الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بحسب قرارات مجلس الأمن”.

وتابع: “لاحظنا أن القادة الإسرائيليين وما ذهبوا إليه من ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن يجب أن يترجم لإجراءات ملموسة، فالتوترات ناتجة عن التأخير في تحقيق حل الدولتين، والإجراءات المجتزأة لا يمكن أن تحل محل حل دائم وعادل، وينبغي أن ندفع الطرفين للتفاوض لإقامة حل الدولتين وحل قضية القدس وكل قضايا الوضع النهائي؛ لتحقيق التعايش السلمي”.

وقال إن الصين تؤيد إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وفق القوانين والقرارات الدولية، وسنواصل العمل من أجل تحقيق السلام وحل الدولتين.

بدوره أعرب المندوب الروسي عن رفض موسكو لاقتحام بن غفير للأقصى، وقال إنه أمر يثير الحفيظة، ولا يمكن أن ترى هذه الحادثة بمعزل عن الأحداث التي وقعت في العام 2000، بعدما توجه شارون محاطاً بمئات من عناصر الشرطة للأقصى، الأمر الذي فجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي أودت بأرواح الآلاف.

وجدد مندوب روسيا رفض بلاده انتهاك الوضع الراهن للقدس كحاضنة للديانات السماوية الثلاث، ولدور الأردن كوصي على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

وأضاف: “نحن نجد أن أي توتر في القدس هو حقيقة مصدر لزعزعة الاستقرار، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية، وإنما في المنطقة كلها. وفي هذا الصدد فإننا نهيب بالطرفين أن يبديا ضبط النفس والامتناع عن الخطوات الاستفزازية والأحادية”.

وأعرب عن أمله في أن “لا يتخذ مجلس الوزراء الجديد في إسرائيل أي خطوات من قبيل مصادرة أملاك الفلسطينيين أو تهجيرهم، أو أي إجراءات من شأنها أن تعرقل عملية السلام”، على حد قوله.

وهاجم المندوب الروسي الولايات المتحدة، وقال: “لقد أحبطنا وخاب أملنا، إذ إن الأمريكيين في اللجنة الرباعية رفضوا التعاون لاستئناف عملية السلام، وهم في الحقيقة حاولوا أن يراوغوا ويتلاعبوا بعملية السلام، وأن يستغلوها لخدمة أهدافهم الخاصة، ولكن أريد أن أقول إن هذا لن يؤدي إلى أي حلول ملموسة”.

من جهته وصف السفير الأردني لدى الأمم المتحدة محمود ضيف الله حمود اقتحام وزير كيان الإحتلال باحة الأقصى بأنه “عمل متطرف من المرجح أن يخلق حلقة جديدة من العنف”.

وشدد المندوب الأردني على وجوب “أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته بجدية وأن يضع حداً لهذا النوع من المحاولات”، مذكّراً بأن “إسرائيل ملزمة باحترام الوضع القانوني والتاريخي الراهن والقانون الدولي”.

وقال الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادي في الأمم المتحدة، خالد خياري، إن آخر المستجدات في القدس المحتلة تثير القلق، وأشارت إلى اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى الأسبوع الفائت، وما تمخض عنه من توترات وعنف، وما تبعه من أعمال عنف، وكان بمثابة اقتحام تحريضي تسبب في الكثير من العنف.

وأضاف أن الاقتحام “يعدّ استفزازا قد ينبئ باشتعال أحداث عنف تؤدي إلى إراقة الدماء، ولقد رأينا الحالة في الأماكن المقدسة في القدس هشة، وتنذر بانتشار أعمال العنف في جميع أرجاء الأراضي الفلسطينية”.

وتابع: “القادة عليهم مسؤولية في الحد من ألسنة النار، وتهيئة الظروف لإشاعة الهدوء، والأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل ما يلزم”.

بدوره، قال المندوب الألباني: “إنه من المهم الحفاظ على الوضع الراهن في الإمكان المقدسة في القدس لمنع المهالك، وندعو إلى الامتناع عن أي إجراءات تسهم في التأثير على الوضع الراهن في المدينة المقدسة، وكذلك وصاية المملكة الأردنية الهاشمية المهمة من أجل إشاعة الهدوء”.

وصباح الثلاثاء، وتحت حراسة مشددة من شرطة كيان الإحتلال، اقتحم بن غفير باحات الأقصى لمدة ربع ساعة، الأمر الذي أثار غضبا فلسطينيا وإدانة عربية وإسلامية واسعة.

وسبق لبن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، أن اقتحم الأقصى مرارا بصفته الشخصية وكنائب بالكنيست، لكنها المرة الأولى التي يقتحمه بصفته وزيرا ضمن حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو التي نالت ثقة الكنيست في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتوصف بأنها الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ كيان الإحتلال الصهيوني.

 

المصدر: وكالات

 

مواضيع إضافية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.